فصل: باب: قَوْلِهِ: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِالَّلغْوِ فِى أَيْمَنِكُمْ} (89)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض الباري شرح صحيح البخاري ***


باب‏:‏ سورة المَائِدَة

‏{‏حَرَّمَ‏}‏ ‏(‏1‏)‏ وَاحِدُهَا حَرَامٌ‏.‏ ‏{‏فَبِمَا نَقْضِهِمْ‏}‏ ‏(‏13‏)‏‏:‏ بِنَقْضِهِمْ‏.‏ ‏{‏الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ‏}‏ ‏(‏21‏)‏ جَعَلَ اللَّهُ‏.‏ ‏{‏تَبُوء‏}‏ ‏(‏29‏)‏ تَحْمِلَ‏.‏ ‏{‏دَآئِرَةٌ‏}‏ ‏(‏52‏)‏ دَوْلَةٌ‏.‏

وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ الإِغْرَاءُ التَّسْلِيطُ‏.‏ ‏{‏أُجُورَهُنَّ‏}‏ ‏(‏5‏)‏ مُهُورَهُنَّ‏.‏ قالَ سُفيَانُ‏:‏ مَا فِي القُرْآنِ آيَةٌ أشَدُّ عَلَيَّ مِنْ‏:‏ ‏{‏لَسْتُمْ عَلَى شَىْء حَتَّى تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مّن رَّبّكُمْ‏}‏ ‏(‏68‏)‏‏.‏ مَخْمَصَةٌ مَجَاعَةٌ‏.‏ ‏{‏وَمَنْ أَحْيَهَا‏}‏ ‏(‏32‏)‏ يَعْنِي مَنْ حَرَّمَ قَتْلَها إِلاَّ بِحَقَ حَيِيَ النَّاسُ مِنْهُ جَمِيعاً‏.‏ ‏{‏شِرْعَةً وَمِنْهَجاً‏}‏ ‏(‏48‏)‏ سَبِيلاً وَسُنَّةً‏.‏ المهَيمِنُ‏:‏ الأَمِينُ، القُرْآنُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ كِتَابِ قَبْلَهُ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ‏}‏ ‏(‏3‏)‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏مَخْمَصَةٍ‏}‏ ‏(‏3‏)‏ مَجَاعَة‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏فَلَمْ تَجِدُواْ مَآء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيّباً‏}‏ ‏(‏6‏)‏

تَيَمَّمُوا‏:‏ تَعَمَّدُوا‏.‏ ‏{‏ءامّينَ‏}‏ ‏(‏2‏)‏ عامِدِينَ، أَمَّمْتُ وَتَيَمَّمْتُ وَاحِدٌ‏.‏

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏لَمَسْتُمْ‏}‏ ‏(‏المائدة‏:‏ 6‏)‏ وَ ‏{‏تَمَسُّوهُنَّ‏}‏ ‏(‏البقرة‏:‏ 236- 237 والأحزاب‏:‏ 49‏)‏ وَ ‏{‏اللَّتِى دَخَلْتُمْ بِهِنَّ‏}‏ ‏(‏النساء‏:‏ 23‏)‏، وَالإِفضَاءُ‏:‏ النِّكاحُ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ ‏{‏فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلآ إِنَّا هَهُنَا قَعِدُونَ‏}‏ ‏(‏24‏)‏

وَرَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ‏:‏ أَنَّ المِقْدَادَ قالَ ذلِكَ لِلنبي صلى الله عليه وسلّم

قوله‏:‏ ‏(‏قال سفيان‏:‏ ما في القرآن آيةٌ أَشَدُّ عليّ من‏:‏ ‏{‏لَسْتُمْ عَلَى شَىْء حَتَّى تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإنجِيلَ‏}‏وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مّن رَّبّكُمْ‏)‏ وذلك لأنه زَعَم أنه خِطابٌ للمسلمين، وأنهم مأمُورُون بالعملِ بالتوراةِ أيضاً إلا ما نَهَى عنه‏.‏ وقال المفسِّرُون‏:‏ إنه خطابٌ لأَهْل الكتاب، وحاصِله أنكم زعمتُم الإِيمانَ بالتوراةِ والإِنجيلِ كافياً لِنَجاتِكم، كلاَّ حتى تُؤمنوا بما أُنزل إليكم مِن القرآنِ أيضاً‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا جَزَآء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الاْرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ‏}‏ إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الاْرْضِ‏}‏ ‏(‏33‏)‏

المُحَارَبَةُ لِلَّهِ‏:‏ الكُفرُ بِهِ‏.‏

وأكثرُ العلماءِ إلى أنَّ الآيةَ في قُطَّاع الطريقِ، والبُغاة، سواء كانوا مُسْلمين، أو كافرين، مع اتفاقِهم على أَنَّها نَزلت في العُرَنِيِّين، وكانوا كافرين‏.‏ وذلك لأَنَّهم فَهِموا أن النصَّ إذا لم يَأخذ الكُفْر في العنوان، بل أدار الحُكْمَ على تلك الجرائمِ، فينبغي أنْ يُناط بها الحُكْم أيضاً، دون خُصوص الكُفْر‏.‏ وحَمَلها البخاريُّ على الكُفْر والارتداد، وقد نبهناك في الإِيمان أنَّ النَّظر يَتردَّد في مِثْله، فمنهم مَنْ ينظر إلى المَوْرِدِ، ومنهم مَنْ ينظر إلى ألفاظِ النَّص‏.‏ فظاهِرُ النصِّ يفيدُ الحنفيةَ في مسألة كَوْنِ الحدودِ كَفَّاراتٍ، فإِنَّ الله سبحانه أَرْصَد لهم عذابَ الآخِرة، مع إقامةِ الحدِّ عليهم، فَعُلِم أنها ليست بكفاراتٍ، وإنْ راعينا أنَّ الآيةَ في حَقِّ الكفار خرجت عما نَحْنُ فيه، فإِنَّ المسألة في حَقِّ المؤمنين، أما في حَقِّ الكُفّار، فلم يذهب أحدٌ إلى كَوْنِها مكفِّرَاتٍ في حَقِّهم‏.‏ وقد بَسَطنا الكلامَ مع ماله وعليه في الإِيمان‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنْ يُقَتَّلُوا، أو يُصَلَّبوا‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ فللإِمام أربعُ اختياراتٍ فيهم، وزاد في «الكنز» اثنين آخَرَين، فالمجموعَ ست، والأَكْثر في الشَّرْع القَتْل أوّلاً، ثُم الصَّلْب‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ‏}‏ ‏(‏45‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ‏}‏ ‏(‏67‏)‏

فالقِصاصُ في بعض الجُروح عندنا أيضاً‏.‏ وراجع له القُدُوري‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِالَّلغْوِ فِى أَيْمَنِكُمْ‏}‏ ‏(‏89‏)‏

واليمينُ عندنا‏:‏ مُنْعقِدةٌ‏.‏ وغَمُوسٌ، ولَغْوٌ‏.‏ فإِنْ كان على أَمْر ماضٍ كاذباً عمداً، فهو غموسٌ، وإلاَّ فهو لَغْو، وليس من أحكامِهما البَرُّ، والحِنْثُ‏.‏ واللغو عند الشافعية‏:‏ ما يَسْبِقُ على اللسان مِن قولهم‏:‏ لا والله، بلى والله، كما في روايةِ عائشةَ، وعَمَّمه الشيخُ في «فتح القدير» فدخل تفسيرُهم أيضاً في تفسيرنا‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُحَرّمُواْ طَيّبَتِ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ‏}‏ ‏(‏87‏)‏

4615- قوله‏:‏ ‏(‏فَرَخَّص لنا بعد ذلك أَنْ نتزوَّجَ المرأةَ بالثَّوْب‏)‏ هذا الذي كنتُ أقوله‏:‏ إن المتعةَ بالمعنى المشهور لم تُشْرع في الإِسلام قط، وإنما كان النِّكاح بمهرٍ قليل، مع إضمارِ الفُرْقة في النَّفْس، أُبيح لهم أَوَّلاً، ثُم نُسِخ، فلا فرق في الصورةِ، كما هو صريحٌ في رواية ابنِ مسعودٍ هذه‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَم

رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيطَانِ‏}‏ ‏(‏90‏)‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ الأَزْلاَمُ‏:‏ القِدَاحُ يَقْتَسِمُونَ بِهَا في الأُمُورِ، وَالنُّصُبُ‏:‏ أَنْصَابٌ يَذْبَحُونَ عَلَيهَا‏.‏

وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ الزَّلَمُ‏:‏ القِدْحُ لاَ رِيشَ لَهُ، وَهُوَ وَاحِدُ الأَزْلاَمِ، وَالاِسْتِقْسَامُ‏:‏ أَنْ يُجِيلَ القِدَاحَ، فَإِنْ نَهَتْهُ انْتَهى، وَإِنْ أَمَرَتْهُ فَعَلَ مَا تَأْمُرُهُ، وَقَدْ أَعْلَمُوا القِدَاحَ أَعْلاَماً، بِضُرُوبٍ يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا، وَفَعَلتُ مِنْهُ قَسَمْتُ، وَالقُسُومُ المَصْدَرُ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ‏}‏ إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ‏}‏ ‏(‏93‏)‏

وَزَادَنِي مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ قالَ‏:‏ كُنْتُ سَاقِيَ القَوْمِ في مَنْزِلِ أَبِي طَلحَةَ، فَنَزَلَ تَحْرِيمُ الخَمْرِ، فَأَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَى، فَقَالَ أَبُو طَلحَةَ‏:‏ اخْرُجْ فَانْظُرْ ما هذا الصَّوْتُ‏؟‏ قالَ‏:‏ فَخَرَجْتُ فَقُلتُ‏:‏ هذا مُنَادٍ يُنَادِي‏:‏ أَلاَ إِنَّ الخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقَالَ لِي‏:‏ اذْهَبْ فَأَهْرِقْهَا، قالَ‏:‏ فَجَرَتْ في سِكَكِ المَدِينَةِ‏.‏ قالَ‏:‏ وَكانَتْ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الفَضِيخَ، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ‏:‏ قُتِلَ قَوْمٌ وَهيَ في بُطُونِهِمْ، قالَ‏:‏ فَأَنْزَلَ اللَّهُ‏:‏ ‏{‏لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ‏}‏ ‏(‏93‏)‏‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ‏}‏ ‏(‏101‏)‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏النُّصُبِ‏}‏‏)‏ أَنْصَاب يَذْبحون عليها‏.‏ واعلم أنَّ ترجمته في الهندية ليست الأوثان‏.‏ بت، بل هي عبارةٌ عن أحجارٍ كانوا يذبحون عليها الحيواناتِ لغيرِ الله، وكانت حَوْل البيت أحجارٌ يَذْبحون عندها، فَيَصُبُّون عليها دماءَ الذبائح، وترجمه الشاه عبد القادر تهان وتقول الهنودُ مكانَ حَرْقِ أمواتهم‏:‏ استهان‏.‏

4616- قوله‏:‏ ‏(‏نَزَلَ تحريمُ الخَمْر‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ هذا صريحٌ في مذهب الجُمْهور، وادَّعى الحنفيةُ أنَّ خَمْر العِنَب كانت فيهم أيضاً، إلا أنها كانت قليلةً جداً، والخَمْر عندهم مختصَّةٌ بِخَمْر العِنَب‏.‏

13- باب ‏{‏مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ‏}‏ ‏(‏103‏)‏

‏{‏وَإِذْ قَالَ اللَّهُ‏}‏ ‏(‏116‏)‏ يَقُولُ‏:‏ قالَ اللَّهُ، وَإِذْ هَا هُنَا صِلَةٌ‏.‏

المَائِدَةُ‏:‏ أَصْلُهَا مَفعُولَةٌ، كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ، وَتَطْلِيقَةٍ بَائِنَةٍ، وَالمَعْنى‏:‏ مِيدَ بِهَا صَاحِبُهَا مِنْ خَيرٍ، يُقَالُ مَادَنِي يَمِيدُنِي‏.‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏مُتَوَفّيكَ‏}‏ ‏(‏آل عمران‏:‏ 55‏)‏ مُمِيتُكَ‏.‏

قالَ‏:‏ وَقالَ أَبُو هُرَيرَةَ‏:‏ قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلّم «رَأَيتُ عَمْرَو بْنَ عامِرٍ الخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النَّارِ، كانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ»‏.‏ وَالوَصِيلَةُ‏:‏ النَّاقَةُ البِكْرُ، تُبَكِّرُ في أَوَّلِ نِتَاجِ الإِبِلِ، ثُمَّ تُثَنِّي بَعْدُ بِأُنْثى، وَكانُوا يُسَيِّبُونَهُمْ لِطَوَاغِيتِهِمْ، إِنْ وَصَلَتْ إِحْدَاهُمَا بِالأُخْرَى لَيسَ بَينَهُمَا ذَكَرٌ، وَالحَامِ‏:‏ فَحْلُ الإِبِلِ يَضْرِبُ الضِّرَابَ المَعْدُودَ، فَإِذَا قَضى ضِرَابَهُ وَدَعُوهُ لِلطَّوَاغِيتِ، وَأَعْفَوْهُ مِنَ الحَمْلِ، فَلَمْ يُحْمَل عَلَيهِ شَيءٌ، وَسَمَّوهُ الحَامِيَ‏.‏ وَقالَ أَبُو اليَمانِ‏:‏ أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنْ الزُّهْريِّ‏:‏ سَمِعْتُ سَعيداً قالَ، يُخْبِرُهُ بِهذا‏.‏ قالَ‏:‏ وَقالَ أَبُو هُرَيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلّم نَحْوَهُ‏.‏ وَرَوَاهُ ابْنُ الهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلّم

باب‏:‏ ‏{‏وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلّ شَىْء شَهِيدٌ‏}‏ ‏(‏117‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْفَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيرُ الحَكِيمُ‏}‏ ‏(‏118‏)‏

قوله‏:‏ ‏(‏وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يقولُ‏:‏ قال الله، «وإذ» ها هنا صِلَةٌ‏)‏ أي زائدةٌ، وهذا لفظ أبي عبيدة بِعَيْنه، ولما لم يظهَر له فيه وَجْه، جعله صِلَةً‏.‏ وقد تكلمنا عليه في رسالتنا‏:‏ «عقيدة الإِسلام»‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏المائدة أَصْلُها مفعولةٌ‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ قلتُ‏:‏ ولو جعلته الفاعل ذي كذا، لتخلَّصت من التأويل، فإنَّه يُبْنَى من الجامد أيضاً‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال ابنُ عَبَّاس‏:‏ مُتَوَفّيكَ‏}‏ ‏(‏آل عمران‏:‏ 55‏)‏مُمِيتُك‏)‏ واعلم أنه ليس في نَقْلٍ إسلامي أن عيسى عليه الصلاة والسلام أُمِيتَ، ثُم رُفِع، غير أنه يُرْوى عن وَهْب بن مُنبِّه، فعلم أنهم أخذوه من النقول القديمة، نعم قاله تابعيُّ من المسلمين أيضاً‏.‏

وقد ثبت عنه بأسانيدَ أصحَّ منه تفسيرُ‏:‏ ‏{‏مُتَوَفّيكَ‏}‏ برافِعِك إلى السماء‏.‏ ولَئن سلّمناه، ففيه تقديمٌ وتأخيرٌ، فالمذكور مُقدَّماً ذِكْراً، مُؤخّرٌ صِدْقاً، كما قرره الزمخرشيُّ في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يمَرْيَمُ اقْنُتِى لِرَبّكِ‏}‏وَاسْجُدِىوَارْكَعِى مَعَ الركِعِينَ ‏(‏آل عمران‏:‏ 43‏)‏ حيث ذَكَر فيه السجودَ مقدَّماً على الركوعِ، مع كَوْنه مؤخَّراً في الواقع، فقال‏:‏ إنَّ السجودَ لم يكن في صلاتهم، فأَمَرها به، ثُم أَرْدَفه بأَمْر الركوع قَبْلَه، لئلا يُتوهّم الاقتصارُ على السجود‏.‏ والمعنى أن اسجدي واركعي قَبْله أيضاً‏.‏ فهكذا قوله‏:‏ ‏{‏إِنّي مُتَوَفّيكَ‏}‏ ‏(‏آل عمران‏:‏ 55‏)‏ أي الآن، ‏{‏وَرَافِعُكَ إِلَىَّ‏}‏ ‏(‏آل عمران‏:‏ 55‏)‏ قَبْلَه أيضاً، وهو معنى الواو عندي‏.‏

ثم إنك قد عَلِمت أن التَّوفِّي مُستعملٌ فيما وُضِع له عند القرآنِ، وكِنايةٌ عند البُلَغاء الذين أدركوا العَلاقةَ، ومجازٌ متفرِّعٌ على الكنايةِ عند العوام‏.‏ فإِنَّ اللفظ إذا اشتهر في معنى آخَر، وصارت العلاقةُ نَسْياً مَنْسيّاً، يقال له‏:‏ المجازُ المتفرِّع على الكناية‏.‏ زعم القاديان- لعنه الله- أنَّ الإِمام البخاريَّ أخذ تفسيرَ ابن عباس إِشارةً إلى وفاة عيسى عليه الصلاة والسلام- قَاتَلَهُ اللَّهُ- ما أكثرَ افتراءه على السَّلف‏.‏ أما عَلِم أنه أَخَذ تفسيرَه من «مجاز القرآن»، فنقله بما فيه، بدون جُنوح إلى جُرْح وقَدْح، ثُم إنَّه لم يُوفّق لأنْ ينظر أنه جعل «إذ» للاستقبال، فكيف يذهب إلى الوفاةِ، ونحو هذه الخرافاتِ، أَغْنى عن الردِّ‏.‏

4623- قوله‏:‏ ‏(‏رأَيتُ عَمْرَو بنَ عامِر‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ ويقال له‏:‏ عَمْرو بن لحيّ، قيل‏:‏ إنَّه أَوَّلُ مَنْ أَفْسد الدِّينَ الإِبراهيمي، وهو مَنْ أتى بِهُبل من العراقِ‏.‏

4623- قوله‏:‏ ‏(‏الوَصِيلَةُ‏:‏ النَّاقة البِكْرُ، تُبَكِّرُ في أَوَّلِ نِتَاجِ الإِبلِ، ثُم تُثَنِّي بَعْدُ بأُنْثَى‏)‏ أي وهي النَّاقة التي تَلِد بأنثيين، ولا يكون بينهما ذَكَر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والحَام‏)‏ قيل‏:‏ إنَّه مِن الحَامِي، وهو الذي يُحْمَى عن حَمْل الأَثقال‏.‏ فلا أَدْرِي هل أَجْرُوا عليه مسألةَ الترخيم، أو ماذا‏؟‏ وقُرىء بالضمِّ أيضاً، والحام أيضاً، ولا يَصِحُّ فيه التخريجُ المَذْكُور أَصْلاً‏.‏

‏(‏حُكْم الحيوانِ المهل لغيرِ الله تعالى‏)‏

فائدة‏:‏

واعلم أنَّ الإِهلالَ لغيرِ الله تعالى، وإنْ كان فِعْلاً حراماً، لكنَّ الحيوانَ المهل حلالٌ إنْ ذَكَّاه بشرائطه، وكذا الحُلْوان التي يُتقرَّبُ بها للأوثان أيضاً جائزةٌ على الأَصْل‏.‏ أما السَّوائب، فتكلَّموا فيها أنها تَخْرُج بعد التقرُّب من مِلْك صاحِبها، أو لا‏؟‏ فراجعه في الفِقْه‏.‏

4625- قوله‏:‏ ‏(‏إنَّ أَوَّل الخَلاَئِقِ يُكْسى‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ، واختصَّ إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام بالكُسوة أوَّلاً، لأَنَّه أَوَّلُ مَنْ جُرِّد في سبيل الله، واستثنى موسى عليه الصلاة والسلام من الصَّعْقَة، لأَنَّه جُوزي بِصَعْقَة الطُّور، وحُفِظ عيسى عليه الصلاة والسلام من نَزْغَة الشيطانِ عَقِب الولادةِ للدُّعاء، حيث قال‏:‏ ‏{‏وِإِنّى أُعِيذُهَا بِكَ‏}‏وَذُرّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَنِ الرَّجِيمِ ‏(‏آل عمران‏:‏ 36‏)‏‏.‏ ثُم إنَّ الحافظ أَتَى بروايةٍ تدُلُّ على أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم أيضاً يُكْسى معه أو قَبْلَه، ولكنه لم يأتِ في المسّ بروايةٍ، فتلك أنبياءُ اللَّهِ تعالى على خصائصهم، ومنازِلهم عند اللَّهِ‏.‏

4625- قوله‏:‏ ‏(‏فيُؤْخَذُ بهم ذَاتَ الشمَال‏)‏ وهؤلاء عندي كلُّ مَن ابتدع مِن أُمَّته صلى الله عليه وسلّم لأنَّ الكَوْثَر عندي تُمثل للشريعة، والشَّرْع أيضاً الحَوْضُ لغةً، فلا نصيبَ فيه لِمَن ابتدع في الدِّين، وإنما يَرِثُه المُتَّقون مِن أُمَّته‏.‏

سُورَةُ الأَنْعَامِ

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ‏}‏ ‏(‏23‏)‏ مَعْذِرَتُهُمْ‏.‏ ‏{‏مَّعْرُوشَتٍ‏}‏ ‏(‏141‏)‏ ما يُعْرَشُ مِنَ الكَرْمِ وَغَيرِ ذلِكَ‏.‏ ‏{‏حَمُولَةً‏}‏ ‏(‏142‏)‏ ما يُحْمَلُ عَلَيهَا‏.‏ ‏{‏وَلَلَبَسْنَا‏}‏ ‏(‏9‏)‏ لَشَبَّهْنَا‏.‏ ‏{‏وَيَنْأَوْنَ‏}‏ ‏(‏26‏)‏ يَتَبَاعَدُونَ‏.‏ ‏{‏تُبْسَلَ‏}‏ ‏(‏70‏)‏ تُفضَحَ‏.‏ ‏{‏أُبْسِلُواْ‏}‏ ‏(‏70‏)‏ أُفضِحُوا‏.‏ ‏{‏بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ‏}‏ ‏(‏93‏)‏‏:‏ البَسْطُ الضَّرْبُ‏.‏ ‏{‏اسْتَكْثَرْتُم‏}‏ ‏(‏128‏)‏ أَضْلَلتُمْ كَثيراً‏.‏ ‏{‏ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ‏}‏ ‏(‏136‏)‏‏:‏ جَعَلُوا لِلَّهِ مِنْ ثَمَرَاتِهِمْ وَمالِهِمْ نَصِيباً، وَلِلشَّيطَانِ وَالأَوْثَانِ نَصِيباً‏.‏ أَكِنَّةً‏:‏ واحدُها كِنَانٌ‏.‏ ‏{‏أَمَّا اشْتَمَلَتْ‏}‏ ‏(‏143- 144‏)‏، يَعْنِي هَل تَشْتَمِلُ إِلاَّ عَلَى ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى، فَلِمَ تُحَرِّمُونَ بَعْضاً وَتُحِلُّونَ بَعْضاً‏؟‏ ‏{‏مَّسْفُوحًا‏}‏ ‏(‏145‏)‏ مُهْرَاقاً‏.‏ ‏{‏وَصَدَفَ‏}‏ ‏(‏157‏)‏ أَعْرَضَ‏.‏ أُبْلِسُوا‏:‏ أُويِسُوا، و‏{‏أُبْسِلُواْ‏}‏ ‏(‏70‏)‏ أُسْلِمُوا‏.‏ ‏{‏سَرْمَداً‏}‏ ‏(‏القصص‏:‏ 71- 72‏)‏ دائِماً‏.‏ ‏{‏اسْتَهْوَتْهُ‏}‏ ‏(‏71‏)‏ أَضَلَّتْهُ‏.‏ ‏{‏تَمْتَرُونَ‏}‏ ‏(‏2‏)‏ تَشُكُّونَ‏.‏ ‏{‏وَقْرٌ‏}‏ ‏(‏25‏)‏ صَمَمٌ‏.‏ وَأَمَّا الوِقْرُ‏:‏ الحِمْلُ‏.‏ ‏{‏أَسَطِيرُ‏}‏ ‏(‏25‏)‏ وَاحِدُهَا أُسْطُورَةٌ وَإِسْطَارَةٌ، وَهيَ التُّرَّهَاتُ‏.‏ ‏{‏الْبَأْسَآء‏}‏ ‏(‏42‏)‏ مِنَ البَأْسِ، وَيَكُونُ مِنَ البُؤْسِ‏.‏ ‏{‏جَهْرَةً‏}‏ ‏(‏47‏)‏ مُعَايَنَةً‏.‏ الصُّوَرُ جَمَاعَةُ صُورَةٍ، كَقَوْلِهِ سُورَةٌ وَسُوَرٌ‏.‏ ‏{‏مَلَكُوتَ‏}‏ ‏(‏75‏)‏ مُلكَ، مِثْلُ‏:‏ رَهَبُوتٍ خَيرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ، وَيَقُولُ‏:‏ تُرْهَبُ خَيرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ‏.‏ ‏{‏جَنَّ‏}‏ ‏(‏76‏)‏ أَظْلَمَ، تَعَالَى‏:‏ عَلا‏.‏ وإنْ تَعْدِلْ‏:‏ تُقْسِطْ‏.‏ لا يُقْبَلُ منها في ذلك اليَوْمِ‏.‏ يُقَالُ‏:‏ عَلَى اللَّهِ حُسْبَانُهُ أَي حِسَابُهُ، وَيُقَالُ‏:‏ ‏{‏حُسْبَاناً‏}‏ ‏(‏96‏)‏ مَرَامِيَ، وَ ‏{‏رُجُوماً لّلشَّيَطِينِ‏}‏ ‏(‏الملك‏:‏ 5‏)‏، ‏{‏مُسْتَقَرٌّ‏}‏ ‏(‏98‏)‏ في الصُّلبِ، ‏{‏وَمُسْتَوْدَعٌ‏}‏ ‏(‏98‏)‏ في الرَّحِمِ‏.‏ القِنْوُ‏:‏

العِذْقُ، وَالاِثْنَانِ قِنْوَانِ، وَالجَمَاعَةُ أَيضاً قِنْوَانٌ، مِثْلُ صِنْوٍ وَ ‏{‏صِنْونٌ‏}‏ ‏(‏الرعد‏:‏ 4‏)‏‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ‏}‏ ‏(‏59‏)‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏أَمَّا اشْتَمَلَتْ‏}‏ يعني‏:‏ هل تَشْتَمِل‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ وفي كُتُب النَّحْو أن «أم» تخريجه «أهل»، إلاَّ أنَّ هذا التخريجَ ليس بمرادٍ ههنا، بل بيانٌ لمؤدَّاه فقط‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏الصُّوَرِ‏}‏ جَمَاعَةُ صورةٍ‏)‏ وهذا مِنْ رأي أبي عُبيدة، فإِنَّ الأرواح كلَّها في الصُّور عنده، فإِذا نُفِخ في الصُّور رجعت إلى أجسادِها‏.‏ وعند الشيخ الأَكْبر أنَّ السمواتِ السَّبْعَ والأَرَضين كذلك في الصُّور، كما في «الدر المنثور» أيضاً‏.‏ وحينئذٍ صَحَّ كَوْنُ الأرواحِ بمقَرِّها، مع كونِها في الصُّور، فإِنَّ العالم إذا كان بمجموعِه في الصُّور صُدِّق أنَّ الأرواحَ في الصُّور، وصُدِّق أَنَّها في مقارِّها أيضاً‏.‏ ولذا أقولُ‏:‏ إنَّ الدنيا بِحَذَافيرِها حَيِّز جَهنَّم، ومِن ههنا تَرى القرآنَ مهْما توجَّه إلى ذِكْر تخريبِ العالم، ذَكَر السمواتِ والأَرَضِينَ فقط، ولا يتعرَّض إلى غيرِها شيئاً‏.‏ وقال ابنُ القَيِّم في كتاب «الروح»‏:‏ إنَّه ليس للأرواحِ مُستَقرٌّ خاصٌّ، غيرَ أن بَعْضَها مسترِيحةٌ، وبَعْضَها هائمةٌ، إلا أنَّ لكلَ منها تَعَلُّقاً بِجَسدِها، تَعَلُّقَ الإِنسانِ بِوَطَنه، وإنْ دار في الآفاقِ وسار‏.‏

ثُم إنَّ ما قاله أبو عبيدة صوابٌ، لكنَّه لا توافِقُه اللغةُ، لأنَّ الصُّورةَ تُجْمع على صُوَرٍ، لا على سكون الواو، وليس الصُّور بمعنى الصورة، بقي أنَّ الفارق بين مُفْردِه وجَمْعه تاء، فينبغي أن يكونَ اسمَ جَمْع، لا جَمْعاً، فهذا مِن مصطلحنا، والبخاريُّ غيرُ مُتقيِّدٍ به، وقد مرَّ أن المصنِّف لا يفرِّق بينهما‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ‏}‏ ‏(‏65‏)‏

‏{‏يَلْبِسَكُمْ‏}‏ ‏(‏65‏)‏ يَخْلِطَكُمْ، مِنَ الاِلتِبَاسِ‏.‏ ‏{‏يَلْبِسُواْ‏}‏ ‏(‏82‏)‏ يَخْلِطُوا‏.‏ ‏{‏شِيَعاً‏}‏ ‏(‏65‏)‏ فِرَقاً‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَنَهُمْ بِظُلْمٍ‏}‏ ‏(‏82‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَلَمِينَ‏}‏ ‏(‏86‏)‏

4628- قوله‏:‏ ‏(‏هذا أَهْوَنُ‏)‏ ولما عَلِم النبيُّ صلى الله عليه وسلّم أَنَّ أَحَدَها كائنٌ لا محالةَ، اختار الأَهْون، ومِنْ ههنا عُلِم أَنَّ حرف- «أو»- كما يكون لِمَنْع الجَمْع، كذلك يكون لِمَنْع الخُلُو أيضاً، ولذا تعوَّذ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم في كلِّ مرة، واختار الثالث لِعِلْمه أن أَحدَها كائنٌ لا محالةَ، فاحفظه، فإِنَّه يُفِيدُك في مسألة قضاء اليمين مع الشاهد، لأن قوله‏:‏ «بَيِّنَتك، أو يمينُه» كما يُفيدُ مَنْع الجَمْع، كذلك يفيدُ مَنْع الخُلُو أيضاً، وحينئذٍ يكونُ حُجَّةً للحنفيةِ في أنه لا قضاءَ باليمينِ مع الشاهد‏.‏ وقد قَرَّرناه مِن قَبْل مبسوطاً‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ‏}‏ ‏(‏90‏)‏

زَادَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيدٍ، وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ العَوَّامِ، عَنْ مُجَاهِدٍ‏:‏ قُلتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ‏:‏ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلّم مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ‏.‏

قال الشيخُ الأَكْبر‏:‏ إنَّه فَرق بين قوله‏:‏ ‏{‏فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ‏}‏ وبَيْن قوله‏:‏ فَبِهم اقتده، فإِنَّ الثاني يدلُّ على كَوْن النبيِّ صلى الله عليه وسلّم تابِعاً لهم، بخلاف الأول، ولذا عَدل عنه إلى أَمْرِ الاقتداءِ بالهُدَى، وهو الطريق‏.‏ والاقتداءُ في الطريقِ لا يُوجِب التبعيةَ من كلِّ وَجْهٍ‏.‏

4632- قوله‏:‏ ‏(‏أفي ‏{‏ص‏}‏ سَجْدَةٌ‏)‏ زعَم الشافعيةُ أنَّ الحديثَ حُجَّةٌ لهم، وقال الزَّيْلَعي‏:‏ إنَّه حُجَّةٌ للحنفيةِ‏.‏ وقد مرَّ تمامُ الكلام في مَوْضِعه، فلا نعيدُه‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ‏}‏ ‏(‏146‏)‏ الآيَة

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏كُلَّ ذِى ظُفُرٍ‏}‏‏:‏ البَعِيرُ وَالنَّعَامَةُ‏.‏ ‏{‏الْحَوَايَآ‏}‏ ‏(‏146‏)‏ المَبْعَرُ‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ هَادُوا‏:‏ صَارُوا يَهُوداً‏.‏ وَأَمَّا قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏هُدْنَآ‏}‏ ‏(‏الأعراف‏:‏ 156‏)‏ تُبْنَا، هَائِدٌ تَائِبٌ‏.‏

وَقالَ أَبُو عاصِمٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيدِ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ‏:‏ كَتَبَ إِلَيَّ عَطَاءٌ‏:‏ سَمِعْتُ جابِراً عَنِ النبي صلى الله عليه وسلّم

وفي «نور الأنوار» أَنَّ الخنزيرَ كان حلالاً في الشريعة العِيسويةِ، قلتُ‏:‏ كلاّ، بل ذلك من اجتهادِ علمائِم، فإنَّهم اختلفوا في تفسير ذِي الظُّفُر‏.‏ فقال اليهودُ‏:‏ إنَّ الخنزيرَ منه، وأَنْكَره أَهْلُ الإِنجيل، فَأَحلُّوه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏والحوايا‏}‏‏)‏ آنت‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ‏}‏ ‏(‏151‏)‏

‏{‏وَكِيلٌ‏}‏ ‏(‏102‏)‏ حَفِيظٌ وَمُحِيطٌ بِهِ‏.‏

‏{‏قُبُلاً‏}‏ ‏(‏111‏)‏ جَمْعُ قَبِيلٍ، وَالمَعْنى‏:‏ أَنَّهُ ضُرُوبٌ لِلعَذَابِ، كُلُّ ضَرْبٍ مِنْهَا قَبِيلٌ‏.‏ ‏{‏زُخْرُفَ الْقَوْلِ‏}‏ ‏(‏112‏)‏ كُلُّ شَيءٍ حَسَّنْتَهُ وَوَشَّيتَهُ، وَهُوَ بَاطِلٌ، فَهُوَ زُخْرُفٌ‏.‏ ‏{‏وَحَرْثٌ حِجْرٌ‏}‏ ‏(‏138‏)‏ حَرَامٌ، وَكُلُّ مَمْنُوعٍ فَهْوَ حِجْرٌ مَحْجُورٌ وَالحِجْرُ كُلُ بِنَاءٍ بَنَيتَهُ، وَيُقَالُ للأُنْثَى مِنَ الخَيلِ‏:‏ حِجرٌ ويقال لِلعَقْلِ‏:‏ حِجرٌ وَحِجًى، وَأَمَا الحِجْرُ فَمَوْضِعُ ثَمُودَ، وَما حَجَّرْتَ عَلَيهِ مِنَ الأَرْضِ فَهُوَ حِجْرٌ، وَمِنْهُ سُمِّيَ حَطِيمُ البَيتِ حِجْراً، كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُومٍ، مِثْلُ‏:‏ قَتِيل مِنْ مَقْتُولٍ، وَأَمَّا حَجْرُ اليَمامَةِ فَهُوَ مَنْزِلٌ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏هَلُمَّ شُهَدَآءكُمُ‏}‏ ‏(‏150‏)‏

لُغَةُ أَهْلِ الحِجَازِ‏:‏ هَلُمَّ لِلوَاحِدِ وَالاِثْنَينِ وَالجَمِيعِ‏.‏

والغِيرةُ اسمُ للانفعالِ الذي يأخذُ المرءَ عندما يتعدَّى أَحَدٌ على محارِمه، كذلك اللَّهُ سبحانه لا يُحِبّ أن يتلوَّث عَبْدُه في معصيةٍ، وهو معنى قوله‏:‏ «لا أَحَدَ أَغْيَرُ مِن اللَّهِ»، وإلا فالانفعالاتُ كلُّها مُحالاتٌ في حَضْرَته تعالى، وتَقدَّس‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وما حَجَّرْتَ ‏(‏عليه‏)‏ مِن الأَرْض‏)‏ جس زمين كى بار كرى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ومِنْه سُمِّي حَطِيمُ البيتِ حِجْراً‏)‏ أخذ المصنِّف الفَعِيل من المفعول، مع أَنَّهُ لا اشتقاقَ بينهما عندهم، ولكنَّ البخاريَّ يتوسَّع في هذه الأمور كثيراً، ويريدُ به نظائِرَ اشتقاقِه‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِن قَبْلُ‏}‏ ‏(‏158‏)‏

واستدلَّ به الزمخشريُّ لمذهبه، وقال‏:‏ إنَّ الآيةَ تدلُّ على أنَّ الإِيمانَ بدون عَمَل صالح غيرُ نافع‏.‏ قلتُ‏:‏ وبناؤُه على أن تقديرَ الآيةِ هكذا‏:‏ ‏{‏يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءايَتِ رَبّكَ‏}‏لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَالَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِن قَبْلأَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَنِهَا خَيْرًا وذلك لأنَّ المعطوفَ يَسُدّ مَسَدَّ المعطوف عليه، أما إنَّ أيَّ قَدْرٍ يُؤخذ من المعطوف عليه، فهو إلى الناظر، فَأَخَذ الزمخشريُّ‏:‏ ‏{‏ءامَنتُ‏}‏ من المعطوف عليه، وقَدَّره في المعطوف، وحينئذٍ حاصِلُها أنَّ النَّفْس التي لم تُؤمن قَبْل طلوعِ الشَّمْس إنْ آمَنَت بعده لا يَنْفَعُها إيمانُها، أو كانت آمَنَت مِنْ قَبْل، ولم تكن كَسَبت عَملاً صالحاً، لا ينفعها إيمانُها أيضاً‏.‏ فالإِيمانُ بعده غيرُ مقبولٍ، وكذا الإِيمانُ بدون عملٍ صالح قَبْلَه غيرُ نافع، وهذا هو المقصودُ‏.‏

وقد أجاب عنه العلماءُ قديماً كابنِ الحاجب في «أماليه»، ومِن معاصِرِيه ابنُ المُنير في حاشيةِ «الكشاف»- وكانت بينهما مُكاتبةٌ ، وكذا التفتازاني في حاشيته على «الكشاف»، وأَقْدَمُ منه الطِّيبي، وجوابُه أَلْطَفُ وأَشْفَى‏.‏ وأقول‏:‏ إنَّ حَرْف- «أو»- ههنا في سياق النَّفي، فيفيدُ السَّلْب الكُلِّي، كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءاثِماً أَوْ كَفُوراً‏}‏ ‏(‏الإِنسان‏:‏ 24‏)‏، وتقديرُها عندي‏:‏ يومَ يأتي بَعْضُ آياتِ رَبِّك، لا ينفعُ نفساً إيمانُها لم تكن آمَنت مِنْ قبل، أو لم تكن كَسَبت في إيمانها خَيْراً، فمآلُها إلى انتفاءِ الإِيمانِ، والعمل الصالح جميعاً، أي لم يكن عندها هذا، ولا ذاك، وعَدَم النَّفْع لمن لا يكون عنده شيءٌ من الإِيمان، والعَمَل أَمْرُ مُجْمعٌ عليه‏.‏

وأُجيب أيضاً أنَّ الآيةَ في اليوم الذي تَطْلُع فيه الشَّمسُ من المَغْرب، فلا ينفع فيه الإِيمانُ بدون العملِ‏.‏ ومفهومُه أنه يُعْتبر قَبْلَه‏.‏ وذلك ما أردناه، وراجع رسالتي «فصل الخطاب»- ذيل البيان في فصاعداً ‏.‏

والثالث- وهو المشهورُ ‏:‏ أنَّ فيه لَفّاً ونَشْراً مُرتَّباً‏.‏ وفي اللَّفِّ تقديرٌ هكذا‏:‏ يوم يأتي بعضُ آياتِ رَبِّك، لا ينفع نَفْساً إيمانُها، ولا كَسْبُها، لم تكن آمَنَت مِن قَبْل، أو لم تكن كَسَبت في إيمانِها خيراً‏.‏ فالمعنى أنَّ الإِيمانَ في ذلك اليوم لا يُغْني عن الإِيمانِ الواجب، وكذلك العمل الصالح عن العمل الصالح، فكلٌّ من الإِيمانِ والعملِ الصالح في مَرْتَبة من اللَّف والنَّشر‏.‏ وراجع له «رُوح المعاني» و«فتح الباري»‏.‏

سُورَةُ الأَعْرَافِ

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏وَرِيَاشاً‏}‏ ‏(‏26‏)‏ المَالُ‏.‏ ‏{‏إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ‏}‏ ‏(‏55‏)‏‏:‏ في الدُّعاءِ وَفي غَيرِهِ‏.‏ ‏{‏عَفَواْ‏}‏ ‏(‏95‏)‏‏:‏ كَثُرُوا وَكَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ‏.‏ ‏{‏الْفَتَّاحُ‏}‏ ‏(‏سبأ‏:‏ 26‏)‏‏:‏ القَاضِي‏.‏ ‏{‏افْتَحْ بَيْنَنَا‏}‏ ‏(‏89‏)‏‏:‏ اقْضِ بَينَنَا‏.‏ ‏{‏نَتَقْنَا‏}‏ ‏(‏171‏)‏‏:‏ رَفَعْنَا‏.‏ ‏{‏انْبَجَسَتْ‏}‏ ‏(‏160‏)‏‏:‏ انْفَجَرَتْ‏.‏ ‏{‏مُتَبَّرٌ‏}‏ ‏(‏139‏)‏‏:‏ خُسْرَانٌ‏.‏ ‏{‏ءاسَى‏}‏ ‏(‏93‏)‏‏:‏ أَحْزَنُ‏.‏ ‏{‏تَأْسَ‏}‏ ‏(‏المائدة‏:‏ 26، 68‏)‏‏:‏ تَحْزَنْ‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏ما مَنَعَكَ أَنْ لاَ تَسْجُدَ‏}‏ ‏(‏12‏)‏ يَقُولُ‏:‏ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ‏.‏ ‏{‏يَخْصِفَانِ‏}‏ ‏(‏22‏)‏‏:‏ أَخَذَا الخِصَافَ مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ، يُؤَلِّفَانِ الوَرَقَ يَخْصِفَانِ الوَرَقَ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ‏.‏ ‏{‏سَوْءتِهِمَا‏}‏ ‏(‏20‏)‏ كِنَايَةٌ عَنْ فَرْجَيهِمَا‏.‏ ‏{‏وَمَتَعٌ إِلَى حِينٍ‏}‏ ‏(‏24‏)‏ هو هَا هُنَا إِلَى القِيَامَةِ، وَالحِينُ عِنْدَ العَرَبِ مِنْ سَاعَةٍ إِلَى ما لاَ يُحْصى عَدَدُهَا‏.‏

الرِّيَاشُ وَالرِّيشُ وَاحِدٌ، وَهُوَ ما ظَهَرَ مِنَ اللِّبَاسِ‏.‏ ‏{‏وَقَبِيلُهُ‏}‏ ‏(‏27‏)‏ جِيلُهُ الَّذِي هُوَ مِنْهُمْ‏.‏ ‏{‏ادَّارَكُواْ‏}‏ ‏(‏38‏)‏ اجْتَمَعُوا‏.‏ وَمَشَاقُّ الإِنْسَانِ وَالدَّابَّةِ كُلُّهُمْ يُسَمَّى سُمُوماً، وَاحِدُهَا سَمٌّ، وَهيَ‏:‏ عَينَاهُ وَمَنْخِرَاهُ وَفَمُهُ وَأُذُنَاهُ وَدُبُرُهُ وَإِحْلِيلُهُ‏.‏ ‏{‏غَوَاشٍ‏}‏ ‏(‏41‏)‏ ما غُشُّوا بِهِ‏.‏ ‏{‏نَشْراً‏}‏ ‏(‏57‏)‏ مُتَفَرِّقَةً‏.‏ ‏{‏نَكِدًا‏}‏ ‏(‏58‏)‏ قَلِيلاً‏.‏ ‏{‏يَغْنَوْاْ‏}‏ ‏(‏92‏)‏ يَعِيشُوا‏.‏ ‏{‏حَقِيقٌ‏}‏ ‏(‏105‏)‏ حَقٌّ‏.‏ ‏{‏وَاسْتَرْهَبُوهُمْ‏}‏ ‏(‏116‏)‏ مِنَ الرَّهْبَةِ‏.‏ ‏{‏تَلْقَفُ‏}‏ ‏(‏117‏)‏ تَلقَمُ‏.‏ ‏{‏طَائِرُهُمْ‏}‏ ‏(‏131‏)‏ حَظُّهُمْ‏.‏ طُوفانٌ‏:‏ مِنَ السَّيلِ، وَيُقَالُ لِلمَوْتِ الكَثِيرِ الطُّوفانُ‏.‏ ‏{‏وَالْقُمَّلَ‏}‏ ‏(‏133‏)‏ الحُمْنَانُ يُشْبِهُ صِغَارَ الحَلَمِ‏.‏ عُرُوشٌ وَعَرِيشٌ‏:‏ بِنَاءٌ‏.‏ ‏{‏سُقِطَ‏}‏ ‏(‏149‏)‏ كُلُّ مَنْ نَدِمَ فَقَدْ سُقِطَ في يَدِهِ‏.‏ الأَسْبَاطُ قَبَائِلُ بَنِي إِسْرَائِيلَ‏.‏ ‏{‏يَعْدُونَ فِى السَّبْتِ‏}‏ ‏(‏163‏)‏ يَتَعَدَّوْنَ لَهُ، يُجَاوِزُونَ‏.‏ ‏{‏تَعْدُ‏}‏ ‏(‏الكهف‏:‏ 28‏)‏ تُجَاوِزْ‏.‏ ‏{‏شُرَّعًا‏}‏ ‏(‏163‏)‏‏:‏ شَوَارِعَ‏.‏ ‏{‏بَئِيسٍ‏}‏ ‏(‏165‏)‏ شَدِيدٍ‏.‏ ‏{‏أَخْلَدَ‏}‏ ‏(‏176‏)‏ قَعَدَ وَتَقَاعَسَ‏.‏ ‏{‏سَنَسْتَدْرِجُهُم‏}‏ ‏(‏182‏)‏ نَأْتِيهِمْ مِنْ مَأْمَنِهِمْ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَأَتَهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ‏}‏ ‏(‏الحشر‏:‏ 2‏)‏‏.‏ ‏{‏مّن جِنَّةٍ‏}‏ ‏(‏184‏)‏ مِنْ جُنُونٍ‏.‏ ‏{‏فَمَرَّتْ بِهِ‏}‏ ‏(‏189‏)‏‏:‏ اسْتَمَرَّ بِهَا الحَمْلُ فَأَتَمَّتْهُ‏.‏ ‏{‏يَنَزَغَنَّكَ‏}‏ ‏(‏200‏)‏ يَسْتَخِفَّنَّكَ‏.‏ ‏{‏طَيفٌ‏}‏ ‏(‏201‏)‏ مُلِمٌّ بِهِ لَمَمٌ، وَيُقَالُ‏:‏ ‏{‏طَآئِفٌ‏}‏ وَهُوَ وَاحِدٌ‏.‏ ‏{‏يَمُدُّونَهُمْ‏}‏ ‏(‏202‏)‏ يُزَيِّنُونَ‏.‏ ‏{‏وَخِيفَةً‏}‏ ‏(‏205‏)‏ خَوْفاً، وَخُفيَةً مِنَ الإِخْفَاءِ‏.‏

‏{‏وَالاْصَالِ‏}‏ ‏(‏205‏)‏ وَاحِدُهَا أَصِيلٌ، ما بَينَ العَصْرِ إِلَى المَغْرِبِ، كَقَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏بُكْرَةً وَأَصِيلاً‏}‏ ‏(‏الفرقان‏:‏ 5‏)‏‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا حَرَّمَ رَبّيَ الْفَوحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ‏}‏ ‏(‏33‏)‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال وغيرُه‏:‏ أَنْ لا تَسْجُد‏)‏ وقد مر أنَّ «غيره» يكونُ في حديثٍ آخَرَ، ولا يتعلَّق بما كان قَبْله، والمصنِّف جعل «لا» زائدة، وإني أَنْكَرتُ كونَها زائدةً رأساً، كما قرروه في قوله‏:‏ «لا أُقْسم»، فإِنَّ «لا» ههنا ليست بزائدةٍ، بل لنفي ما قَبْلَها، وكذلك معنى «لا» ههنا يَظْهَرُ من ترجمتها في الهندية‏:‏ كس نى تجهكو منع كياكه تو سجده نه كرى فالنَّفْي فيه على مَحلِّه، ولو تنبَّهُوا على تلك المحاورةِ لما احتاجوا إلى القَوْل بالزيادةِ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏مَشَاقُّ الإِنسان‏)‏ سوراخ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏الحُمنان‏)‏ يرى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏صِغَار الحَلَم‏)‏ جهوتىىيرى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏يَسْتَخِفّنَّك‏)‏ صلى الله عليه وسلّم سلائى‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏وَلَمَّا جَآء مُوسَى لِمِيقَتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبّ أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِى وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِى‏}‏فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَنَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ‏(‏143‏)‏

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَرِنِي‏:‏ أَعْطِنِي‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏الْمَنَّ وَالسَّلْوَى‏}‏ ‏(‏160‏)‏

4638- قوله‏:‏ ‏(‏أَمْ جُوزى بِصَعْقَة الطُّورِ‏)‏ وقد مَرَّ الإِشكالُ فيه، والجواب عنه‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏قُل يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلكُ السّمواتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ‏}‏ ‏(‏158‏)‏

قَالَ أَبُو عَبْدِ الله‏:‏ غَامَرَ‏:‏ سَبَقَ بالخَيْرِ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏حِطَّةٌ‏}‏ ‏(‏161‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الْجَهِلِينَ‏}‏ ‏(‏199‏)‏

العُرْفُ‏:‏ المَعْرُوفُ‏.‏

4640- قوله‏:‏ ‏(‏كانت بيني، وبَيْنَ أبي بَكْر مُحاوَرةٌ‏)‏، أي مراجعةٌ في الكلام، ولَعلَّها كانت في غيرِ مَجْلِس النبيِّ صلى الله عليه وسلّم

4640- قوله‏:‏ ‏(‏أَمَّا صاحِبُكُم هذا فَقَدْ غامَرَ‏)‏ أي خَاصَم‏.‏ وأَصْلُه النزولُ في الماء الكثير، والمرادُ منه ههنا الخصومةُ، وما فَسَّر به المحشيِّ فغلطٌ‏.‏

4640- قوله‏:‏ ‏(‏هَلْ أَنْتُم تَارِكُوا لي صَاحِبي‏)‏ قال الرَّاوي‏:‏ إنَّ الصحابةَ رضي الله تعالى عنهم لم يكونوا يُخَاصِمُونَه بعد ذلك‏.‏

4642- قوله‏:‏ ‏(‏قَدِم عُيَيْنَهُ بنُ حِصْن بنِ حُذَيفةَ‏)‏ وهذا الذي قال فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلّم بِئْس أخو العشيرةِ، فكان ارتدَّ من بعد، ثم أَسْلم، وكان ابنُ أخيه من القُرَّاء، فجاء عند عمرَ إن كان ابن أخيه قارئاً، فكان كما في الحديث‏.‏

4644- قوله‏:‏ ‏(‏أنْ يَأْخُذَ العَفْوَ‏)‏ وهذا تفسيرٌ آخَر، أي أَعْرِض عَمَّا عليه النَّاس مِن أَرْذَل الأخلاقِ، وخُذ بأَحْسَنِها‏.‏

سُورة الأنْفَال

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ الانفَالِ قُلِ الانفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ‏}‏ ‏(‏1‏)‏

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ الأَنْفَالُ‏:‏ المَغَانِمُ‏.‏ قالَ قُتَادَةُ‏:‏ ‏{‏رِيحُكُمْ‏}‏ ‏(‏46‏)‏ الحَرْبُ‏.‏ يُقَالُ‏:‏ نَافِلَةٌ عَطِيَّةٌ‏.‏

‏{‏الشَّوْكَةِ‏}‏ ‏(‏7‏)‏ الحَدُّ‏.‏ ‏{‏مُرْدِفِينَ‏}‏ ‏(‏9‏)‏ فَوْجاً بَعْدَ فَوْجٍ، رَدِفَنِي وَأَرْدَفَنِي‏:‏ جاءَ بَعْدِي‏.‏ ‏{‏ذُوقُواْ‏}‏ ‏(‏50‏)‏ بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا، وَلَيسَ هذا مِنْ ذَوْقِ الفَمِ‏.‏ ‏{‏فَيَرْكُمَهُ‏}‏ ‏(‏37‏)‏ يَجْمَعهُ‏.‏ شَرِّدْ فَرِّقْ‏.‏ ‏{‏وَإِن جَنَحُواْ‏}‏ ‏(‏61‏)‏ طَلَبُوا‏.‏ السِّلْمُ والسَّلْمُ والسَّلامُ واحدٌ‏.‏ ‏{‏يُثْخِنَ‏}‏ ‏(‏67‏)‏ يَغْلِبَ‏.‏ وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏مُكَآء‏}‏ إِدْخالُ أَصَابِعِهِمْ في أَفوَاهِهِمْ‏.‏ ‏{‏وَتَصْدِيَةً‏}‏ ‏(‏35‏)‏ الصَّفِيرُ‏.‏ ‏{‏لِيُثْبِتُوكَ‏}‏ ‏(‏30‏)‏ لِيَحْبِسُوكَ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏إِنَّ شَرَّ الدَّوَابّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ‏}‏ ‏(‏22‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْء وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ‏}‏ ‏(‏24‏)‏

اسْتَجِيبُوا‏:‏ أَجِيبُوا‏.‏ لِمَا يُحْيِيكُمْ‏:‏ يُصْلِحُكُمْ‏.‏

وَقالَ مُعَاذٌ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيبٍ‏:‏ سَمِعَ حَفصاً‏:‏ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلّم بِهذا‏.‏ وَقال‏:‏ «هِيَ‏:‏ ‏{‏الْحَمْدُ للَّهِ رَبّ الْعَلَمِينَ‏}‏ السَّبْعُ المَثَانِي»‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السَّمَآء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ‏}‏ ‏(‏32‏)‏

قالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ‏:‏ ما سَمَّى اللَّهُ تَعَالَى مَطَراً في القُرْآنِ إِلاَّ عَذَاباً، وَتُسَمِّيهِ العَرَبُ الغَيثَ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الَّذِى يُنَزّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ‏}‏ ‏(‏الشورى‏:‏ 28‏)‏‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ‏}‏ ‏(‏33‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏وَقَتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلُّهُ لِلهِ‏}‏ ‏(‏39‏)‏

وتَردَّد المُفَسِّرون في أنَّ استغفارَ الكفارِ هل يَنْفَعُ لهم، أو لا‏؟‏ قلتُ‏:‏ والمرادُ من الاستغفار ههنا أنهم يَدْعُون رَبَّهم‏.‏ والمسألةُ في أدعيةِ الكُفَّار أنَّها يمكنُ أن تُسْتجاب‏.‏ في التِّرمذي- وصححه ‏:‏ أنَّ يأجوج ومأجوج يَحْفرون السَّدَّ كلَّ يوم، ثُم يتركونه عند ما يرق النهار، فإِذا جاءُوه من الغد، وجدوه كما كان، فإِذا جاء وَعْدُ رَبِّك، قالوا‏:‏ نحفر بقيته غداً إنْ شاء الله تعالى، فلا يعودُ إلى أصله، بل يبقى كذلك محفوراً، فيحفرونه ذلك اليوم‏.‏ فدلَّ على قَبُول دعائهم‏.‏ ثُم إنَّ ابنَ كثير أَنْكَر رَفْعه، وقال‏:‏ أَخَذه أبو هريرةَ عن كَعْب الأَحْبار، ولم يأخذْهُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلّم وقد مَرَّ أنه ليس في القرآن شيءٌ يدلُّ على أنَّ السدَّ مانِعٌ من خُروجِهم، وكذا ليس في المرفوع حديثٌ يُشَاكِل هذا المعنى، غيرَ ما عند الترمذيِّ، وأَنْكَر رَفْعُه ابنُ كثير، كما حكينا عنه‏.‏

4651- قوله‏:‏ ‏(‏وكانَ الدُّخُولُ عَلَيهم‏)‏ والأَوْلى «فيهم»، أي تَخَلّفهم في الكُفّار‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏يَأَيُّهَا النَّبِىُّ حَرّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مّنكُمْ عِشْرُونَ صَبِرُونَ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ وَإِن يَكُنْ مّنكُمْ مّاْئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ‏}‏ ‏(‏56‏)‏

قَالَ سُفيَانُ‏:‏ وَقالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ‏:‏ وَأُرَى الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ مِثْلَ هذا‏.‏

وهذه المسألةُ كانت في أَوَّلِ الإِسلام، ثُم نزلَ التخفيفُ، فلم يكن يجوزُ لِمُسْلم أن يَفِرَّ مِن عشرةِ كُفَّار، وفي «فتح الباري»‏:‏ إنَّ هذه النسبةَ كانت في السِّلاح، أما اليوم فهي بالضعْف، فلا يجوزُ فرارُ عَشْرٌ من المسلمين بِعِشْرين، وكذلك لو كان عندهم ضعْف سلاحِنا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال ابنُ شُبْرُمةَ‏:‏ وأُرَى الأَمْرَ بالمعروفِ، والنَّهْيَ عنِ المُنْكَرِ مِثْلَ هذا‏)‏ وابنُ شُبْرُمة قاضي الكوفة، وهذا استنباطٌ منه‏.‏ وفي قاضيخان‏:‏ إذا تيقّن أنَّ الأَمْرَ بالمعروفِ، والنَّهيَ عن المُنْكر لا يَنْفَعُ في هذا الزمانِ، جاز له التَّرْك، وإنْ كانت العزيمةُ فيهما‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏الئَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً‏}‏ الآيَةَ ‏(‏66‏)‏

4653- قوله‏:‏ ‏(‏فلمَّا خَفَّف اللَّهُ عَنْهم من العِدَّة، نَقَص من الصَّبْر‏)‏ بقول‏:‏ إنَّه إذا كان في العدة شدة، كان في المسلمين ثبات وسورة، فإِذا خفف في العدة‏.‏ فتروا في الشدة، وانكسرت سورتهم أيضاً‏.‏

سُورَةُ بَرَاءَةَ

‏{‏وَلِيجَةً‏}‏ ‏(‏16‏)‏ كُلُّ شَيءٍ أَدْخَلتَهُ في شَيءٍ‏.‏ ‏{‏الشُّقَّةُ‏}‏ ‏(‏42‏)‏‏:‏ السَّفَرُ‏.‏ الخَبَالُ الفَسَادُ، وَالخَبَالُ المَوْتُ‏.‏ ‏{‏وَلاَ تَفْتِنّى‏}‏ ‏(‏49‏)‏ لاَ تُوَبِّخْنِي‏.‏ ‏{‏كَرْهاً‏}‏ وَ ‏{‏كَرْهاً‏}‏ ‏(‏53‏)‏ وَاحِدٌ‏.‏ ‏{‏مُدَّخَلاً‏}‏ ‏(‏57‏)‏ يُدْخَلُونَ فِيهِ‏.‏ ‏{‏يَجْمَحُونَ‏}‏ ‏(‏57‏)‏ يُسْرِعُونَ‏.‏ ‏{‏وَالْمُؤْتَفِكَتِ‏}‏ ‏(‏70‏)‏ ائْتَفَكَتْ انْقَلَبَتْ بِهَا الأَرْضُ‏.‏ ‏{‏أَهْوَى‏}‏ ‏(‏النجم‏:‏ 53‏)‏ أَلقَاهُ في هُوَّةٍ‏.‏ ‏{‏عَدْنٍ‏}‏ ‏(‏72‏)‏ خُلدٍ، عَدَنْتُ بِأَرْضٍ أَي أَقَمْتُ، وَمِنْهُ مَعْدِنٌ، وَيُقَالُ‏:‏ في مَعْدِنِ صِدْقٍ، في مَنْبَتِ صِدْقٍ‏.‏ ‏{‏الْخَولِفِ‏}‏ ‏(‏93‏)‏ الخَالِفُ الَّذِي خَلَفَنِي فَقَعَدَ بَعْدِي، وَمِنْهُ‏:‏ يَخْلُفُهُ في الغَابِرِينَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكونَ النِّسَاءُ مِنَ الخَالِفَةِ، وَإِنْ كانَ جَمْعَ الذُّكُورِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُوجَدْ عَلَى تَقْدِيرِ جَمْعِهِ إِلاَّ حَرْفانِ‏:‏ فارسٌ وَفَوَارِسُ، وَهَالِكٌ وَهَوَالِكُ‏.‏ ‏{‏الْخَيْرتِ‏}‏ ‏(‏88‏)‏ وَاحِدُهَا خَيرَةٌ، وَهيَ الفَوَاضِلُ‏.‏ ‏{‏مُرْجَوْنَ‏}‏ مُؤَخَّرُونَ، الشَّفَا‏:‏ شَفِيرٌ، وَهُوَ حَدُّهُ، وَالجُرُفُ‏:‏ ما تَجَرَّفَ مِنَ السُّيُولِ وَالأَوْديَةِ‏.‏ ‏{‏هَارٍ‏}‏ ‏(‏109‏)‏ هَائِرٍ، ‏{‏لأَوَّاهٌ‏}‏ ‏(‏114‏)‏‏:‏ شَفَقاً وَفَرَقاً وَقالَ الشَّاعِرُ‏:‏

إِذَا مَا قُمتُ أَرْحَلُهَا بِلَيلٍ *** تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الحَزِينِ

يُقَالُ‏:‏ تَهَوَّرَتِ البِئْرُ‏:‏ إِذا انْهَدَمَتْ، وانْهَارَ مِثْلُهُ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏والخَوَالِفُ‏}‏ الخالِفُ‏:‏ الذي خَلَفَني، فَقَعَد بَعْدِي‏)‏، وحينئذٍ الخوالِفُ جَمْع مُذَكَّر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ويَجُوزُ أنْ يكونَ النِّساءُ‏)‏ أي يجوزُ أن يكونَ جَمْعاً مؤنثاً أيضاً‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وإنْ كانَ جَمْعَ الذُّكُور‏)‏ إلخ‏.‏ وفي العبارة رِكَّةٌ، فإِنَّه أَخَذ الخوالِفَ- وفي أَوَّلِ العبارةِ- جَمْعاً مُذكّراً، ثُم عَبَّر عنه، كأنه أمْرٌ مَفْروض، فقال‏:‏ وإنْ كان جَمْعَ الذُّكُور إلخ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والجُرُف‏)‏ وهو الشطُّ الذي يخرُجُ الطينُ مِن تَحْتِه، لِشِدَّةِ جَرْية الماءِ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏هَارٍ هارئِرٍ‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ، ففيه قَلْبٌ، فصار هارى، ثُم حُذِفت الهمزةُ، وصار ‏{‏هَارٍ‏}‏‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏بَرَآءةٌ مّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مّنَ الْمُشْرِكِينَ‏}‏ ‏(‏1‏)‏

أَذَانٌ‏:‏ إِعْلامٌ‏.‏ وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏أُذُنٌ‏}‏ ‏(‏61‏)‏ يُصَدِّقُ‏.‏ ‏{‏تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا‏}‏ ‏(‏103‏)‏ وَنَحْوُهَا كَثِيرٌ، وَالزَّكاةُ‏:‏ الطَّاعَةُ وَالإِخْلاَصُ‏.‏ ‏{‏لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَوةَ‏}‏ ‏(‏فُصِّلَت‏:‏ 7‏)‏ لاَ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ‏.‏ ‏{‏يُضَاهُونَ‏}‏ ‏(‏30‏)‏ يُشَبِّهُونَ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏فَسِيحُواْ فِى الاْرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِى الْكَفِرِينَ‏}‏ ‏(‏2‏)‏

سِيحُوا‏:‏ سِيرُوا‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِىءٌ مِنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ‏}‏ ‏(‏3‏)‏

آذَنَهُمْ‏:‏ أَعْلَمَهُمْ‏.‏

قالَ حُمَيدٌ‏:‏ ثُمَّ أَرْدَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلّم بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ‏.‏

قالَ أَبُو هُرَيرَةَ‏:‏ فَأَذَّنَ مَعَنَا عَلِيٌّ في أَهْلِ مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ بِبَرَاءَةَ، وَأَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوفَ بِالبَيتِ عُرْيَانٌ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏إِلاَّ الَّذِينَ عَهَدتُّم مّنَ الْمُشْرِكِينَ‏}‏ ‏(‏4‏)‏

فَكانَ حُمَيدٌ يَقُولُ‏:‏ يَوْمُ النَّحْرِ يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ، مِنْ أَجْلِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ‏.‏

وكان النبيُّ بعث عَلِيّاً بهذه الآياتِ في السَّنةِ التاسعة، لينادي بها في الناس، فنادى بها على يوم النَّحْر أَهْل مِنَى‏.‏ وفي المقام إشْكالٌ عويصٌ، لم يأتِ فيه أَحَدٌ بما يشفي الصُّدُور، وقد تعرَّض إليه السُّيوطي شيئاً، ولكن جوابه خَفِي، لا يدرِكُه كلُّ أَحَد، ولي فيه مُذكّرةٌ مستقلَّةٌ، ذكرتُ فيها ما تحرَّر عندي‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏فَقَتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَنَ لَهُمْ‏}‏ ‏(‏12‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ‏}‏ ‏(‏34‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ‏:‏ ‏{‏يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ‏}‏ ‏(‏35‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً في كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمواتِ والأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ‏}‏ ‏(‏36‏)‏

القَيِّمُ‏:‏ هُوَ القَائِمُ‏.‏

4658- قوله‏:‏ ‏(‏ما بفي من أصحاب هذه الآية إِلاَّ ثلاثةٌ ولا مِن المنافقينَ إلا أَرْبعةٌ‏)‏ وهذا يَدُلُّك ثانياً على أنَّ المنافقين كانوا مَعْرُوفين بينَ الصحابةِ رضي الله تعالى عنهم بأَعْيانِهم‏.‏ إلا أنهم لم يكونوا يتعرَّضُون لهم، لئلا يشتهرَ في الناسِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم يَقْتُلُ أصحابَه‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا‏}‏ ‏(‏40‏)‏

نَاصِرُنَا‏.‏ السَّكِينَةُ‏:‏ فَعِيلَةٌ مِنَ السُّكُونِ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ‏}‏ ‏(‏60‏)‏

قالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ يَتَأَلَّفُهُمْ بِالعَطِيَّةِ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏(‏79‏)‏

يَلمِزُونَ‏:‏ يَعِيبُونَ‏.‏ وَ ‏{‏جُهْدَهُمْ‏}‏ وَ ‏{‏جُهْدَهُمْ‏}‏ ‏(‏79‏)‏ طَاقَتَهُمْ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ‏}‏ ‏(‏80‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَلاَ تُصَلّ عَلَى أَحَدٍ مّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ‏}‏ ‏(‏84‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ‏}‏ ‏(‏95‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَءاخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَلِحاً وَءاخَرَ سَيّئاً عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏(‏102‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏مَا كَانَ لِلنَّبِىّ وَالَّذِينَ ءامَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ‏}‏ ‏(‏113‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ في سَاعَةِ العُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ تَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثمَّ تَابَ عَلَيهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ‏}‏

4665- قوله‏:‏ ‏(‏قال‏:‏ حَدَّثني يَحْيَى بنُ مَعِين‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏

فائدة‏:‏ قال الذهبيُّ‏:‏ إنَّ ابنَ مَعِين حنفيُّ، وترك أربعين صُندوقاً في خدمةِ الحديث بعده، ولكنه لما تكلَّم في الشافعيِّ رماه الناسُ بالتعصُّب، وقد أُجيب عنه في «طبقات الشافعية» حتى قال قائل منهم‏:‏ إنَّ ابن إدريس هذا ليس هو الشافعيّ، بل هو رجلٌ آخَرُ‏.‏ قلتُ‏:‏ أما ابن إدريس هذا، فليس إلاَّ الشافعيّ، وإنْ كان الصواب أنَّ ابنَ مَعِين لم يَعْرِف قَدْر الشافعي، فإِنَّه أَجَلُّ مِن أن يتكلَّم فيه مِثْلُ ابنِ مَعِين‏.‏

4665- قوله‏:‏ ‏(‏وأين بهذَا الأَمْرِ عنه‏)‏ إلخ، يعني‏:‏ هين كهان بازر هونكا ابن زبير سى جنكى يه مناقب هين‏.‏

4665- قوله‏:‏ ‏(‏يَمْشِي القُدَمِيَّةَ‏)‏ يشيرُ إلى فُتُوحِه، فإِنَّ عبد الملك لم يزل في تَقَدُّمٍ من أَمْره، إلى أن استنقذ العراقُ من ابن الزُّبير، وقتل أخاه مصعباً، ثُم جَهَّز العساكر إلى ابن الزبير بمكةَ، فكان من الأَمْر ما كان‏.‏ ولم يزل أَمْرُ ابنِ الزُّبير في تأخُّر، إلى أَنْ قُتِل رضي الله تعالى عنه، وهذا الذي يريده من قوله‏:‏ «وأنه لوى ذنبه»، يعني به ابن الزبير‏.‏

4666- قوله‏:‏ ‏(‏يَتَعلَّى عنِّي‏)‏ او نجى بنتى هين‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ولا يرينو لك‏)‏ أي لا يُبالي بطاعتي له‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏وَعَلَى الثَّلَثَةِ الَّذِينَ خُلّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الارْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‏}‏ ‏(‏118‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّدِقِينَ‏}‏ ‏(‏119‏)‏

4677- قوله‏:‏ ‏(‏وما مِن شيءٍ أَهَمُّ إليَّ، مِن أَنْ أَمُوتَ، فلا يُصلِّي عليَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم ‏؟‏ وفيه دليلٌ على أنه كان مِن سُنّة المنافقين أنهم كانوا لا يصلّون عليهم، فعلم أنهم كانوا معروفين بينهم بسيماهُم‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏لَقَدْ جَآءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ‏}‏- ‏(‏128‏)‏‏:‏ مِنَ الرَّأْفة

وَكانَتِ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا القُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفصَةَ بِنْتِ عُمَرَ‏.‏

4679- قوله‏:‏ ‏(‏أَجْمعُه من الرِّقاع، والأكتافِ، والعُسُب‏)‏ والعُسُب جريدُ النَّخْلِ، كانوا ينزعون عنها قِشْرَها، فيبدوا من تحتها أبيض، فيكتبون عليها‏.‏

فائدة‏:‏ في جَمع القرآن‏:‏

وقد ذكر العلماءُ أنَّ القرآنَ كلَّه كان جُمِع في عَهْد النبيِّ صلى الله عليه وسلّم حتى القراءات أيضاً‏.‏

وذهب بعضُ المحققين إلى أن ترتيبَ السُّور أيضاً توقيفي، والأكثرون إلى أن ترتيبَ السور اجتهادي‏.‏ وأما ذُو النُّورين فلم يَزِد إلاَّ أنه أَخَذ ما في العرضة الأخيرةِ وترك ما كان سواها، ثُم أخذ بقوله وأرسل إلى البلاد، ومِن ذلك سُمِّي جامِعاً للقرآنِ، لا بمعنى أنَّ القرآن لم يكن مجموعاً قَبْله أَصْلاً‏.‏

سُورَة يُونُسَ

باب

قال ابن عباس‏:‏ ‏(‏فاختلط‏)‏‏.‏ واعلم أنَّ مرادَ ما في الصُّلب قد لا يَتَمُّ ما لا ينضمُّ معه ما في «الهامش»، كما رأيت ههنا‏.‏ فأَصْلُ العبارة هكذا‏:‏ ‏(‏فاختلط به نباتُ الأَرْض‏)‏ إلاَّ أن النُّسّاخ كتبوا‏:‏ ‏(‏نبات الأَرْض‏)‏ على «الهامش»، فانخرم مرادُ الصُّلْب‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏(‏أَحْسنُوا الحُسْنى‏)‏، مِثْلُها ‏(‏وزِيادةٌ‏)‏ مَغْفِرةٌ‏)‏ أي المرادُ من «الحُسْنى» مِثْلُها، والمرادُ من «الزيادة» المغفرة‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏وَجَاوَزْنَا بِبَنِى إِسْرءيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَآ أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ ءامَنتُ أَنَّهُ لآ إِلِهَ إِلاَّ الَّذِى ءامَنَتْ بِهِ بَنواْ إِسْرءيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لله‏}‏ ‏(‏90‏)‏

واعلم أنَّ إيمانَ البأس غيرُ معتبر‏.‏ وفَسَّره الجمهورُ بالإِيمان عند الدخول في مقدماتِ النَّزْع، أو الإِيمان عند مشاهدةِ عذاب الاستئصال‏.‏ ولما كان فرعونُ قد أدركه العَرَقُ، فشاهد عذابَ الاستئصال، فإِيمانُه إيمانُ بأس، وذلك غيرُ مُعْتَبَر‏.‏ أما إنه قد كان دخل في النَّزْع أو لا، فالله تعالى أعلم به‏.‏ وكيف ما كان إيمانُه غيرُ معتبرٍ عند الجمهور‏.‏ وقال الشيخ الأكبر‏:‏ إنَّ إيمانه معتَبرٌ، كما في «الفتوحات» و«الفصوص»‏.‏ قلتُ‏:‏ ولعلَّ إيمانَ البأس عنده مُفَسّر بالإِيمان عند الدخول في مقدّمات النَّزْع فقط‏.‏ فَمَن شاهد عذابَ الاستئصال، وآمن لا يكون إيمانُه إيمانَ بأسٍ عنده، وإذ لا دليلَ على دخوله في مقدّمات النَّزْع، بل كلماته قد تُشْعر بخلافه‏.‏ فإِذن ينبغي أن يُعْتبر إيمانُه على اصطلاحه‏.‏ ولكنْ ذبَّ عنه الشيخُ الشَّعْراني، وهو من أكبر مُعْتَقديه، فقال‏:‏ إنَّ كثيراً عن عباراتِ «الفتوحات» مدسوسةٌ، وتلك المسألة أيضاً منها، لأن نسخة «الفتوحات» لابن السويكين موجدةٌ عندي، وليس فيها ما نسبوه إليه‏.‏

قلتُ‏:‏ وابن السويكين هذا حَنَفي المذهب‏.‏ وقد أبدى الشيخُ عبدُ الحقَّ في الشَّرْح الفارسي تعارُضاً بين كلامَي الشيخِ الأكبر‏.‏ وحرر الدَّوَّاني رسالة في حمايته‏.‏ وردَّ عليه على القاري في رساله سماها «فِرّ العَوْن من مُدّعي إيمان فِرْعون»‏.‏ وتكلم عليها بحر العلوم أيضاً في «شرح المَثْنَوي»، وحاصل مقاله‏:‏ أنَّ إيمانَه معتبَرٌ عنده من حيثُ رَفْعُ الكفر، وإن كان غيرَ مُعْتَبر من حيثُ التوبةُ‏.‏ وعندي رسالةٌ للبمباني في تلك المسألة، وكذا للمُلاّ محمود نفوري، فما أتيا فيها بشيءٍ يشفي الصُّدور‏.‏ والبمباني هذا مُصنِّف «منتخب الحسامي»، و«الخير الجاري» وهو من علماء القرن الحادي عَشَر‏.‏

والذي أظن أنه من كلام الشيخ الأكبر وإنْ أنكره الشَّعْراني، لأني أَعْرف طريقَه، وأُميِّزُ كلامَه من غيره‏.‏ وأما المسألة فهي عندي، كما ذهب إليه الجمهورُ، لأَنِّي أرى أَنَّ كُفْره قد تواتر بين الملّة على البسيطة كلها، حتى سارت به الأمثال‏.‏ بقي قومُ يُونس، فالنصُّ شاهِدُ على اعتبار إيمانِهم بعد مشاهدةِ عذابِ الاستئصال أيضاً، فإِما أَنْ يُقال بالتخصيصِ، أو تحرُّر المسألة على نحو آخر، وهو على ما أقول‏:‏ إنَّ قوماً إذا آمنوا عند إحاطةِ عذاب الاستئصال، فلا يَخْلُو إما أن يُكْشف ذلك العذابُ عنهم، أو لا، فإِنْ كُشِف كما كُشف عن قومِ يُونس عليه السلام يُعتبرُ به، وإن لم يُكْشَف حتى هلكوا فيه لا يُعْتبر، نحو فرعون، وحينئذٍ يندفِعُ الإِشكال‏.‏

ومن ههنا ظهر الجوابُ عما يَرِد على روايةِ الترمذي‏:‏ أن جبرئيل، لما رآه يقول‏:‏ لا إله إلا الله دَسَّ الطينَ في فيه خشيةَ أنْ تُدْرِكه الرحمةُ‏.‏ والاعتراض عليه بوجهين‏.‏

الأول‏:‏ أنه سعى في كُفْر رَجُلٍ، وهو رضاءٌ بالكُفْر، فكيف ساغ له‏؟‏‏.‏

والثاني‏:‏ أن إيمانَه في هذا الحينِ إنْ كان مُعْتبراً، فلم حالَ دونَه، وإلاَّ فما الفائدةُ في الدسِّ‏؟‏‏.‏

قلتُ‏:‏ أما الجواب عن الأَوَّل‏:‏ فبأنَّ الدعاءَ بسوءِ الخاتمة جائِزٌ في حقِّ مَنْ كان يؤذي المؤمنين، ويَقْعد لهم كلَّ مَرْصد، كما نُقِل ذلك عن إمامنا، بل هو صريحٌ في قول موسى عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْولِهِمْ‏}‏وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْفَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الاْلِيمَ ‏(‏يونس‏:‏ 88‏)‏، وأما الجواب عن الثاني‏:‏ فإِنَّا نختارُ أن إيمانَه لم يكن مُعْتبراً في ذلك الحين، لكنه خشي أن يُكْشَف عنه العذابُ، كما كُشِف عن قَوْم يُونس، فيعتبر إيمانُه كما اعتُبِر منهم، على ما حَرَّرنا، على أنَّ الرحمةَ ليست تحت القواعد، فخشي أَنْ تُدْرِكه الرحمةُ بلا موجِب‏.‏ ومِن ههنا ظهر الجوابُ عَمَّا ذكره الشيخُ الأكبر، أنه وإنْ آمن بعد مشاهدةِ عذابِ الاستئصال، لكنه لم يُكْشف عنه، بل هلك فيه أيضاً، فكيف يُعْتبر به‏؟‏ وقد يُجاب بأنَّ قوله‏:‏ ‏{‏ءامَنتُ أَنَّهُ لآ إِلِهَ إِلاَّ الَّذِى ءامَنَتْ بِهِ بَنواْ إِسْرءيلَ‏}‏ ‏(‏يونس‏:‏ 90‏)‏ دليلٌ على أنه كان في قَلْبه غشاً بعد، ولذا أحال على بني إسرائيل، ولم يقل‏:‏ آمنت بالله، صراحةً‏.‏

قلتُ‏:‏ وهذا ليس بشيءٍ، فإِنه إذا ثبت عنده أنَّ الدِّين دينُهم، وجَرَّب ذلك الآن، ناسب له أن يُحِيل على دينهم، وحينئذ لا يكونُ قَوْلُه من باب جواب المنافقين في القبور‏:‏ سمعنا الناس يقولون قولاً فقلنا، بل يكون من باب قول السَّحَرةِ‏:‏ ‏{‏آمنَّا بربِّ هرون وموسى‏}‏ ‏(‏طه‏:‏ 70‏)‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏نُنَجِّيك بِبَدَنِك‏)‏ وصَدَق اللَّهُ، حيث خرج اليوم جَسَدُه كما هو، وكان عند فراعنةِ مصر دواءٌ يَطْلُون به الأمواتَ، فتحفظ الأَبْدَان عن الفسادِ، ولذا كانت العرب يُحَنّطون عند القتال، كما مَرَّ‏.‏

سُورَةُ هُودٍ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ عَصِيبٌ‏:‏ شَدِيدٌ، لا جَرَمَ‏:‏ بَلى‏.‏ وَقالَ غَيْرُهُ‏:‏ وَحاقَ‏:‏ نَزَلَ، يَحِيقُ‏:‏ يَنْزِلُ، يَؤوسٌ‏:‏ فَعُولٌ مِنْ يَئِسْتُ، وقالَ مُجاهِدٌ‏:‏ تَبْتَئِسْ‏:‏ تَحْزَنْ، يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ شَكٌّ وَاللهفْتِراءٌ فِي الْحَقِّ، لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ‏:‏ مِنَ الله إِنِ اسْتَطاعُوا‏.‏

وَقالَ أَبُو مَيسَرَةَ‏:‏ الأَوَّاهُ‏:‏ الرَّحِيمُ بِالحَبَشَةِ‏.‏ وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏بَادِىءَ الرَّأْي‏}‏ ‏(‏27‏)‏ ما ظَهَرَ لَنَا‏.‏ وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏الْجُودِىّ‏}‏ ‏(‏44‏)‏ جَبَلٌ بِالجَزِيرَةِ‏.‏ وَقالَ الحَسَنُ‏:‏ ‏{‏إِنَّكَ لاَنتَ الْحَلِيمُ‏}‏ ‏(‏87‏)‏ يَسْتَهْزِؤُونَ بِهِ‏.‏ وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏أَقْلِعِى‏}‏ ‏(‏44‏)‏ أَمْسِكِي‏.‏ ‏{‏عَصِيبٌ‏}‏ ‏(‏77‏)‏‏:‏ شَدِيدٌ‏.‏ ‏{‏لاَ جَرَمَ‏}‏ ‏(‏22‏)‏‏:‏ بَلَى، ‏{‏وَفَارَ التَّنُّورُ‏}‏ ‏(‏40‏)‏ نَبَعَ المَاءُ، وَقالَ عِكْرِمَةُ‏:‏ وَجْهُ الأَرْضِ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏ولا جَرَم‏}‏‏:‏ بلى‏)‏ هذا حاصل معناه، وأصل معناه‏:‏ لا انقطاعَ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ‏}‏ ‏(‏5‏)‏

وَقَالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏وَحَاقَ‏}‏ ‏(‏8‏)‏‏:‏ نَزَلَ، ‏{‏يَحِيقُ‏}‏ ‏(‏فاطر‏:‏ 43‏)‏‏:‏ يَنْزِلُ‏.‏ ‏{‏يَؤُوسٌ‏}‏ ‏(‏9‏)‏‏:‏ فَعُولٌ، مِنْ يَئِسْتُ‏.‏ وَقَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏تَبْتَئِسْ‏}‏ ‏(‏36‏)‏‏:‏ تَحْزَنْ‏.‏ ‏{‏يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ‏}‏ ‏(‏5‏)‏‏:‏ شَكٌّ وامْتِرَاءٌ فِي الحَقِّ‏.‏ ‏{‏لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ‏}‏ ‏(‏5‏)‏‏:‏ مِنَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا‏.‏

‏{‏سِىء بِهِمْ‏}‏ ‏(‏77‏)‏، سَاءَ ظَنُّهُ بِقَوْمِهِ، ‏{‏وَضَاقَ بِهِمْ‏}‏ ‏(‏77‏)‏ بِأَضْيَافِهِ‏.‏ ‏{‏بِقِطْعٍ مّنَ الَّيْلِ‏}‏ ‏(‏81‏)‏ بِسَوَادٍ‏.‏ وَقَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏أُنِيبُ‏}‏ ‏(‏88‏)‏ أَرْجِعُ‏.‏

قيل‏:‏ نزلت في مبالغتِهم في التَّستُّر عند الجماع‏.‏ وقيل‏:‏ في مبالغتهم في التستر عند البَوْل والبَرَاز، فهداهم الله تعالى إلى القَصْد والسَّداد، ونهاهم عن التعمُّقِ بما لم يُكلَّفوا به، فإِنه جَهْلٌ وسَفَه، وليس من الاستحياء في شيءٍ‏.‏ وقد يُفَسَّر أن المرادَ منه الانثناءُ المعنويُّ، وهو الانحرافُ عن الحقِّ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏يَثْنون‏)‏ من باب الافعيعال، فيكون ‏{‏صُدُورُهُمْ‏}‏ فاعلاً، لأن هذا الباب لازِمٌ أبداً، ثُم إنه قيل‏:‏ لا معنى للتستُّر مِن الله، فإِنه تعالى ليس يُحْجَبُ منه شيء، فاللباس والتعرِّي عنده سواء‏.‏ وأجيب أنَّ معناه أنَّ الله تعالى يُحِبّ المستورَ، ويمقُت العُرْيان‏.‏ وبالجملة هَدَى القرآنَ إلى أنَّ الإِفراطَ في تَحَفُّظ حدودِ الشَّرْع حَمَقٌ، كما أنَّ التجاوزَ عنها ظُلْم وعَسْف، ولما كان كَشْفُ العورةِ كبيرةً بين الناس، ومذموماً في حال التخلِّي، فَلْيُقْتصر عليه، فَمَن زاد على هذا أو نَقَص فقد تَعدَّى وظَلَم، قال تعالى‏:‏ ‏{‏ومَنْ يتعدَّى حدودَ اللَّهِ فأولئك هم الظالمونَ‏}‏ ‏(‏الطلاق‏:‏ 1‏)‏‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَآء‏}‏ ‏(‏7‏)‏

‏{‏اعْتَرَاكَ‏}‏ ‏(‏54‏)‏ افتَعَلتَ، مِنْ عَرَوْتُهُ أَي أَصَبْتُهُ، وَمِنْهُ يَعْرُوهُ وَاعْتَرَانِي‏.‏ ‏{‏ءاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ‏}‏ ‏(‏56‏)‏ أَي في مِلكِه وَسُلطَانِهِ‏.‏ ‏{‏عَن يَدٍ‏}‏ ‏(‏59‏)‏ وَعَنُودٌ وَعانِدٌ وَاحِدٌ، هُوَ تأْكِيدُ التَّجَبُّرِ‏.‏ ‏{‏وَاسْتَعْمَرَكُمْ‏}‏ ‏(‏61‏)‏ جَعَلَكُمْ عُمَّاراً، أَعْمَرْتُهُ الدَّارَ فَهيَ عُمْرَى جَعَلتُهَا لَهُ‏.‏ ‏{‏نَكِرَهُمْ‏}‏ ‏(‏70‏)‏ وَأَنْكَرَهُمْ وَاسْتَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ‏.‏ ‏{‏حَمِيدٌ مَّجِيدٌ‏}‏ ‏(‏73‏)‏ كَاَّنَّهُ فَعِيلٌ مِنْ ماجِدٍ، مَحْمُودٌ مِنْ حَمِدَ‏.‏ ‏{‏سِجّيلٍ‏}‏ ‏(‏82‏)‏ الشَّدِيدُ الكَبِيرُ، سِجِّيلٌ وَسِجِّينٌ، وَاللامُ وَالنُّونُ أُخْتَانِ، وَقالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ‏:‏

وَرَجْلَةٍ يَضْرِبُونَ البَيضَ ضَاحِيَةً *** ضَرْباً تَوَاصى بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّينَا

باب‏:‏ ‏{‏وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا‏}‏ ‏(‏84‏)‏

أي إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ، لأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ، وَمِثْلُهُ ‏{‏وَاسْئَلِ الْقَرْيَةَ‏}‏ ‏(‏يوسف‏:‏ 82‏)‏ وَاسْأَلِ العِيرَ، يَعْنِي أَهْلَ القَرْيَةِ وَالعِيرِ‏.‏ ‏{‏وَرَآءكُمْ ظِهْرِيّاً‏}‏ يَقُولُ‏:‏ لَمْ تَلتَفِتُوا إِلَيهِ، وَيُقَالُ إِذَا لَمْ يَقْضِ الرَّجلُ حاجَتَهُ‏:‏ ظَهَرْتَ بِحَاجَتِي وَجَعَلتَنِي ظِهْرِيَّاً، وَالظِّهْرِيُّ هَا هُنَا‏:‏ أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ دَابَّةً أَوْ وِعاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ‏.‏ أَرَاذِلُنَا‏:‏ سُقَّاطُنَا، إِجْرَامِي‏:‏ هُوَ مَصْدَرٌ مِنْ أَجْرَمْتُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ‏:‏ جَرَمْتُ‏.‏ ‏{‏الْفُلْكِ‏}‏ ‏(‏37‏)‏ وَالفَلَكُ وَاحِدٌ، وَهيَ السَّفِينَة وَالسُّفُنُ‏.‏ ‏{‏مُجْرَاهَا‏}‏ ‏(‏41‏)‏ مَدْفَعُهَا، وَهُوَ مَصْدَرُ أَجْرَيتُ، وَأَرْسَيتُ‏:‏ حَبَسْتُ، وَيُقْرَأُ‏:‏ ‏{‏مُرْسَهَا‏}‏ مِنْ رَسَتْ هِيَ، ‏{‏وَمَجْرَاهَا‏}‏ مِنْ جَرَتْ هِيَ‏.‏ ‏{‏وَمُجْرِيهَا وَمُرْسِيهَا‏}‏، مِنْ فُعِلَ بِهَا، الرَّاسِيَاتُ‏:‏ ثَابِتَاتٌ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَيَقُولُ الاْشْهَادُ هَؤُلآء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّلِمِينَ‏}‏ ‏(‏18‏)‏

وَاحِدُ الأَشْهَادِ شَاهِدٌ، مِثْلُ‏:‏ صَاحِبٍ وَأَصْحَابٍ‏.‏

وَقالَ شَيبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا صَفوَانُ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَدَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ‏}‏ ‏(‏102‏)‏

‏{‏الرّفْدُ الْمَرْفُودُ‏}‏ ‏(‏99‏)‏‏:‏ العَوْنُ المعِينُ، رَفَدْتُهُ أَعَنْتُهُ‏.‏ ‏{‏تَرْكَنُواْ‏}‏ ‏(‏113‏)‏ تَمِيلُوا‏.‏ ‏{‏فَلَوْلاَ كَانَ‏}‏ ‏(‏116‏)‏‏:‏ فَهَلاَّ كانَ‏.‏ ‏{‏أُتْرِفُواْ‏}‏ ‏(‏116‏)‏‏:‏ أُهْلِكُوا‏.‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ‏}‏ ‏(‏106‏)‏ شَدِيدٌ وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ‏.‏

أخبرَ الشَّرْع عن أَوَّل المخلوقِ أنه على الماء، والعرش، وأما الترتيب بين هذين ماذا هو، فلا عِلْم لنا‏.‏ ثم إنَّه رُوِي عن ابن عباس أنَّ الله سبحانه خَلَق كلَّ شيء من الماء، وذلك إما بتلطيفه، أو بتكشيفه، فلا إشكال في الكُلّية‏.‏ وبُرْهِن في الفلسفة الجديدة أن مادةَ العالم هي السَّدِيم، وهو عندي قريبٌ من العَمادِ الوارد في الحديث‏:‏ «كانَ في عَماءٍ ما فوقه هواء، وما تحته هواء» والصواب عند الجمهور قاطبةً أن العَرْش مُحْدَث على رَغْم ما قال ابنُ تيميةَ، فإِنَّه ذهب إلى قِدَمه بالنَّوْع، وقال ابنُ القيم في «نُونيته»‏:‏

والله كان وليس شيءٌ غَيرُه *** سبحانه جَلَّ العظيم الشان

واللَّهُ خالِقُ كلِّ شيءٍ غيره *** ما ربُّنا والخَلْقُ مقترنانِ

لسنا نقولُ كما يقولُ المُلْحِدُ الزِّ *** نْدِيقُ صَاحِبُ منطقِ اليونان‏:‏

بدوام هذا العالمِ المشهو *** دِ والأرواح، وليس بفان

فقلت‏:‏

وإذا الحوادثُ لا نفاذَ لها فلا *** يصل المضاء لحادثِ الابان

وكغابرٍ ماضٍ، وما من فارقٍ *** فاثبت، فإِنَّ الكُفْر في الخزلان

وهو ابن سيناء القرمطي غدا مدى *** شرك الردى وشريطة الشيطان

والعرش أيضاً حادث عند الورى *** ومن الخطاء حكاية الدُّوّاني

قوله‏:‏ ‏(‏هو تأكيِدُ التجبُّر‏)‏ أي مبالغة الكِبَر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏واللامُ والنُّونُ أُخْتَانِ‏)‏ أي بينهما تبادل‏:‏

ورَجْلَةٍ يَضْرِبُونَ البَيْضَ ضَاحِيةً *** ضَرْباً تَوَاصى به الأَبطالُ سِجِّينَا

أور مارتى هين سرون صلى الله عليه وسلّم اس حال مين كه كهلى هون ايسى ماركه وصيت كى هواو سكى بها درون نى سخت وصيت‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ظَهَرْتَ بحاجَتي‏)‏ تونى ميرى حاجت كوبس بشت دالديا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أو وعاءً تَسْتَظْهِرُ بهِ‏)‏ ياوه برتن جسى كو كمركى بيجهى دالدى‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَالسَّيِّئَآتِ ذلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ‏}‏ ‏(‏114‏)‏

وَزُلَفاً‏:‏ سَاعاتٍ بَعْدَ سَاعاتٍ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ المُزْدَلِفَةُ، الزُّلَفُ‏:‏ مَنْزِلَةٌ بَعْدَ مَنْزِلَةٍ، وَأَمَّا ‏{‏زُلْفَى‏}‏ ‏(‏ص‏:‏ 40‏)‏ فَمَصْدَرٌ مِنَ القُرْبى، ازْدَلَفُوا‏:‏ اجْتَمَعُوا، ‏{‏وَأَزْلَفْنَا‏}‏ ‏(‏الشعراء‏:‏ 64‏)‏ جَمَعْنَا‏.‏

يعني «زُلَفى» مَصْدر، كما أنَّ القُرْبَى مَصْدَر‏.‏

سُورَةُ يُوسُفَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ

وَقالَ فُضَيلٌ‏:‏ عَنْ حُصَينٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ‏:‏ ‏{‏مُتْكًا‏}‏ ‏(‏31‏)‏ الأُتْرُجُّ، قالَ فُضَيلٌ‏:‏ الأُتْرُجُّ بِالحَبَشِيَّةِ مُتْكاً‏.‏ وَقالَ ابْنُ عُيَينَةَ‏:‏ عَنْ رَجُلٍ، عن مُجَاهِدٍ‏:‏ مُتْكاً‏:‏ كُلُّ شَيءٍ قُطِعَ بِالسِّكِّينِ‏.‏ وَقالَ قَتَادَةُ‏:‏ ‏{‏لَذُو عِلْمٍ‏}‏ ‏(‏68‏)‏‏:‏ عامِلٌ بِمَا عَلِمَ‏.‏ وَقالَ ابْنُ جُبَيرٍ‏:‏ ‏{‏صُوَاعَ‏}‏ ‏(‏72‏)‏ مَكُّوكُ الفَارِسِيِّ الَّذِي يَلتَقِي طَرَفَاهُ، كانَتْ تَشْرَبُ بِهِ الأَعاجِمُ‏.‏ وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏تُفَنّدُونِ‏}‏ ‏(‏94‏)‏ تُجَهِّلُونِ‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏غَيَابَةِ‏}‏ ‏(‏10- 15‏)‏ كَلُّ شَيءٍ غَيَّبَ عَنْكَ شَيئاً فَهُوَ غَيَابَةٌ‏.‏ وَالجُبُّ‏:‏ الرَّكِيَّةُ الَّتِي لَم تُطْوَ‏.‏ ‏{‏بِمُؤْمِنٍ لَّنَا‏}‏ ‏(‏17‏)‏ بِمُصَدِّقٍ‏.‏ ‏{‏أَشُدَّهُ‏}‏ ‏(‏22‏)‏ قَبْلَ أَنَّ يَأْخُذَ في النُّقْصَانِ، يُقَالُ‏:‏ بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغُوا أَشُدَّهُمْ وَقالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ وَاحِدُهَا شَدٌّ‏.‏

وَالمُتَّكَأُ‏:‏ ما اتَّكَأْتَ عَلَيهِ لِشَرَابٍ أَوْ لِحَدِيثٍ أَوْ لِطَعَامٍ، وَأَبْطَلَ الَّذِي قالَ الأُتْرُجُّ، وَلَيسَ في كَلاَمِ العَرَبِ الأُتْرُجُّ، فَلَمَّا احْتُجَّ عَلَيهِمْ بِأَنَّهُ المُتَّكَأُ مِنْ نَمَارِقَ، فَرُّوا إِلَى شَرّ مِنْهُ، فَقَالُوا‏:‏ إِنَّمَا هُو المُتْكُ، سَاكِنَةَ التَّاءِ، وَإِنَّمَا المُتْكُ طَرَفُ البَظْرِ، وَمِنْ ذلِكَ قِيَل لَهَا‏:‏ مَتْكاءُ وَابْنُ المَتْكَاءِ، فَإِنْ كانَ ثَمَّ أُتْرُجٌّ فَإِنَّهُ بَعْدَ المُتَّكَإِ‏.‏

‏{‏شَغَفَهَا‏}‏ ‏(‏30‏)‏ يُقَالُ‏:‏ إِلَى شِغَافِهَا، وَهُوَ غِلاَفُ قَلبِهَا، وَأَمَّا شَعَفَهَا فَمِنَ المَشْعُوفِ‏.‏ ‏{‏أَصْبُ‏}‏ ‏(‏33‏)‏ أَمِيلُ، ‏{‏أَضْغَثُ أَحْلَمٍ‏}‏ ‏(‏44‏)‏ ما لاَ تَأْوِيلَ لَهُ، وَالضِّغْثُ‏:‏ مِلءُ اليَدِ مِنْ حَشِيشٍ وَما أَشْبَهَهُ، وَمِنْهُ‏:‏ ‏{‏وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً‏}‏ ‏(‏ص‏:‏ 44‏)‏ لاَ مِنْ قَوْلِهِ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ، وَاحِدُهَا ضِغْثٌ‏.‏ ‏{‏وَنَمِيرُ‏}‏ ‏(‏65‏)‏ مِنَ المِيرَةِ‏.‏ ‏{‏وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ‏}‏ ‏(‏65‏)‏ ما يَحْمِلُ بَعِيرٌ‏.‏ ‏{‏أَوَى إِلَيهِ‏}‏ ‏(‏69‏)‏ ضَمَّ إِلَيهِ‏.‏ ‏{‏السّقَايَةَ‏}‏ ‏(‏70‏)‏ مِكْيَالٌ‏.‏ ‏{‏اسْتَيْأَسُواْ‏}‏ ‏(‏80‏)‏ يَئِسُوا‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَايْئَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ‏}‏ ‏(‏87‏)‏ مَعْنَاهُ الرَّجاء‏.‏ ‏{‏خَلَصُواْ نَجِيّا‏}‏ ‏(‏80‏)‏ اعتَزَلُوا نَجِيًّا والجَمِيعُ انْجِيَةٌ يَتَنَاجَوْنَ الوَاحِدُ نَجِيٌّ وَالاِثْنَانِ وَالجَمِيعُ نَجِيٌّ وَأنْجِيَةٌ‏.‏ ‏{‏تَفْتَأُ‏}‏ ‏(‏85‏)‏ لاَ تَزَالُ‏.‏ ‏{‏حَرَضاً‏}‏ مُحْرَضاً، يُذِيبُكَ الهَمُّ‏.‏ ‏{‏تَحَسَّسُوا‏}‏ ‏(‏87‏)‏‏:‏ تَخَبَّرُوا‏.‏ ‏{‏مُّزْجَاةٍ‏}‏ ‏(‏88‏)‏‏:‏ قَلِيلَةٍ‏.‏ ‏{‏غَاشِيَةٌ مّنْ عَذَابِ اللَّهِ‏}‏ ‏(‏107‏)‏ عامَّةٌ مُجَلِّلَةٌ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والمُتَّكَأُ‏)‏ أي مَوْضع الجلوس من الإتِّكاء، وفي قراءة شاذة‏:‏ ‏{‏متكا‏}‏، وفُسِّر بالأَتْرُجُّ، وفي الهندية‏:‏ بجورا‏.‏ وقيل‏:‏ «متك» اسمٌ لِفَرْج المرأة، ويقال للمرأة عظيمةِ الفَرْج‏:‏ المتكاء، وردَّه أبو عبيدة‏.‏ ونقله البخاريُّ في كتابه ثلاثَ مراتٍ‏.‏ قلتُ‏:‏ وهو مِمَّا يُسْتَبْشَعُ نَقْلُه أيضاً‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فَرُّوا إلى شَرَ مِنْه‏)‏ أي إنما عدل هؤلاء إلى توجيهه، فأخذوه مِن المُتْك، بمعنى طَرَف البَظْر، ليكون قريباً من معناه المشهور، أي ما اتكأت عليه لشرابٍ أو لطعام، فوقعوا في شَرَ من الأَوَّل، وأَقْبح منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فإِنْ كان ثَمَّ أُتْرُجٌّ، فإِنَّه بَعْد المُتَّكَإِ‏)‏ يعني أَنَّ أَكْلَه لا يكون إلاَّ بَعْد الجُلُوس‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏كلّ شيءٍ قُطِع‏)‏ أي التمر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏صُوَاعَ‏}‏ مَكُّوك الفارسيِّ، الذي يَلْتَقي طَرَفاه‏)‏ يعني به ظَرْفاً يكون واسعاً مِن أسفله، وضَيِّقاً من أعلاه‏.‏ هكذا‏:‏

واعلم أنَّ الصُّواعَ المَذْكُورَ في القرآنِ أَكْبَرُ مِن صَاع الشافعيةِ بِمرَّاتٍ، وهذا يَنْفع الحنفيةَ، وقد حَقَّقْناه مِن قَبْل مُفَصَّلاً‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏الرَّكِيَّةُ التي لم تُطْوَ‏)‏ جسكى ميند نهو‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏أَشُدَّهُ‏}‏ قَبْل أن يَأخُذ في النُّقْصان‏)‏ فإِذا جاوز الأَرْبَعين، فقد أَخَذ في النُّقْصان‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى ءالِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرهِيمَ وَإِسْحَقَ‏}‏ ‏(‏6‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏لَّقَدْ كَانَ فِى يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ ءايَتٌ لّلسَّآئِلِينَ‏}‏ ‏(‏7‏)‏

ن

4688- قوله‏:‏ ‏(‏قال‏:‏ «الكريم، ابنُ الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم»‏)‏ أي له أربعةُ بطونٍ من النُّبوّة، فيوسفُ عليه الصلاة والسلام أربعٌ من أجدادِه أنبياءُ عليهم الصلاة والسلام، ولذا فسره بقوله‏:‏ يوسف نبيُّ الله ابنُ نبيِّ الله ابنِ نبيِّ اللَّهِ ابنِ خليلِ الله، فهو ابنُ يعقوبَ ابن إسحاقَ بن إبراهيم عليهم السلام‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ‏}‏ ‏(‏18‏)‏

سَوَّلَتْ‏:‏ زَيَّنَتْ‏.‏

4691- قوله‏:‏ ‏(‏حَدَّثني مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَع، قال‏:‏ حَدَّثَتْني أُمُّ رُومانَ‏)‏ وقد بحث الحافظُ في «الفتح» في لقاءِ مَسْروقٍ أُمّ رُومان، لأنَّ مَسْرُوقاً تابعيٌّ، وماتت أُمُّ رُومان بعهدٍ أقدمَ منه‏.‏

4- باب قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ في بَيتِهَا عَنْ نَفسِهِ

وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقالَتْ هَيتَ لَكَ‏}‏ ‏(‏23‏)‏

وَقالَ عِكْرِمَةُ‏:‏ هَيتَ لَكَ‏:‏ بِالحَوْرَانِيَّةِ‏:‏ هَلُمَّ‏.‏ وَقالَ ابْنُ جُبَيرٍ‏:‏ تَعَالَهْ‏.‏

وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ‏:‏ ‏{‏بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخُرُونَ‏}‏ ‏(‏الصافات‏:‏ 12‏)‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏حوران‏)‏ بلد بالشام، ومنه الحَوْرَانيَّةِ‏.‏

4693- قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ‏}‏ ‏(‏الدخان‏:‏ 10‏)‏‏)‏ ذهب ابنُ مسعود إلى أنَّ المرادَ من الدُّخَان هو ما كانت قريشٌ تراه كهيئةِ الدّخان من الجُوع، حين أخذتهم السِّنةُ، لقوله‏:‏ ‏{‏إنَّا كاشِفُوا العذابِ قليلاً أنكم عائدُون‏}‏ ‏(‏الدخان‏:‏ 15‏)‏ فإِنَّ اللَّهَ تعالى أخبر عن معاودَتِهم بعد الكَشْف عنهم، فإِن كان المرادُ منه ما هو مِن أشراط الساعةِ، كما اختاره الجمهور، فحينئذٍ لا تكونُ المعاودةُ إلاَّ في المَحْشَر، وأجاب عنه الجمهورُ أنَّ قولَه‏:‏ ‏{‏إِنَّا كَاشِفُواْ الْعَذَابِ قَلِيلاً‏}‏ جُمْلةٌ مستأنفةٌ، لا تتعلَّق بالدُّخانِ‏.‏